نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
ولا يمكنني
هنا أن أسرد عليك ما وصلنا من أقوالك في المعارف الإلهية، ولكني سأشرف لساني بذكر
بعضها..
فمن ذلك قولك
في تلك الخطبة التي وضعت فيها الأسس الكبرى للمعرفة الإلهية، لتحميها من التجسيم
والخرافة والشرك والاتحاد والحلول، فقلت: (أوّل الدّين معرفته، وكمال معرفته التّصديق به، وكمال التّصديق به
توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصّفات عنه، لشهادة كلّ
صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة. فمن وصف اللّه سبحانه
فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله، ومن جهله
فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه، ومن قال: (فيم؟) فقد
ضمّنه، ومن قال: (على م؟) فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كلّ
شيء لا بمقارنة، وغير كلّ شيء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير
إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحّد إذ لا سكن يستأنس به، ولا يستوحش لفقده) [1]
ثم رحت تصف فيها كيفية خلق العالم، لتنفي كل الضلالات المرتبطة بذلك،
فقلت: (أنشأ الخلق إنشاء، وابتدأه ابتداء، بلا رويّة أجالها، ولا تجربة استفادها،
ولا حركة أحدثها، ولا همامة نفس اضطرب فيها، أحال الأشياء لأوقاتها، ولأم بين
مختلفاتها، وغرّز غرائزها، وألزمها أشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطا
بحدودها وانتهائها، عارفا بقرائنها وأحنائها)
ومن كلامك في
المعرفة الإلهية، والذي لا نزال نردده تلك الخطبة العظيمة التي رواها لنا تلميذ
النجيب نوف البكاليّ، وقال ـ
واصفا الحال التي كنت عليها حين ألقيتها ـ: