نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
خطبنا بهذه
الخطبة أمير المؤمنين عليّ بالكوفة وهو قائم على حجارة، نصبها له جعدة بن هبيرة
المخزوميّ، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، وكأنّ
جبينه ثفنة من أثر السجود) [1]
ثم راح يسرد
الخطبة بطولها، ومما ورد فيها مما يتعلق بالمعارف الإلهية قولك: (لم يولد سبحانه
فيكون في العزّ مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا هالكا، ولم يتقدّمه وقت ولا زمان،
ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان، بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التّدبير المتقن،
والقضاء المبرم)
ثم رحت ـ سيدي ـ
تسرد شواهد العظمة من خلال دعوتك للنظر في الكون.. فالكون هو دليل المكون، فقلت: (فمن شواهد خلقه خلق السّماوات موطّدات بلا عمد، قائمات بلا سند، دعاهنّ
فأجبن طائعات مذعنات، غير متلكّئات ولا مبطئات، ولو لا إقرارهنّ له بالرّبوبيّة،
وإذعانهنّ بالطّواعية، لما جعلهنّ موضعا لعرشه، ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا
للكلم الطّيّب، والعمل الصّالح من خلقه.. فسبحان من لا يخفى عليه سواد غسق داج،
ولا ليل ساج، في بقاع الأرضين المتطأطئات، ولا في يفاع السّفع المتجاورات، وما
يتجلجل به الرّعد في أفق السّماء، وما تلاشت عنه بروق الغمام، وما تسقط من ورقة،
تزيلها عن مسقطها عواصف الأنواء، وانهطال السّماء، ويعلم مسقط القطرة ومقرّها،
ومسحب الذّرّة ومجرّها، وما يكفي البعوضة من قوتها، وما تحمل الأنثى في بطنها)
ثم رحت تنزه
الله عن المحل والمكان والزمان والآلة، وكل ما هو من شيم النقصان، فقلت: (الحمد للّه الكائن قبل أن يكون كرسيّ أو عرش، أو سماء أو