نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
أرض، أو جانّ أو
إنس، لا يدرك بوهم، ولا يقدّر بفهم، ولا يشغله سائل، ولا ينقصه نائل، ولا ينظر
بعين، ولا يحدّ بأين، ولا يوصف بالأزواج، ولا يخلق بعلاج ولا يدرك بالحواسّ، ولا
يقاس بالنّاس، الّذي كلّم موسى تكليما، وأراه من آياته عظيما، بلا جوارح ولا
أدوات، ولا نطق ولا لهوات)
ثم رحت لأولئك
الذين جسموا الله وقيدوه وحدوه، وما أكثرهم في عصرك.. وما أكثرهم في العصور التي
تلتك، تتحداهم، وتقول: (بل إن كنت صادقا أيّها المتكلّف لوصف ربّك، فصف جبريل
وميكائيل، وجنود الملائكة المقرّبين، في حجرات القدس مرجحنّين، متولّهة عقولهم، أن
يحدّوا أحسن الخالقين. فإنّما يدرك بالصّفات، ذوو الهيئات والأدوات، ومن ينقضي إذا
بلغ أمد حدّه بالفناء، فلا إله إلّا هو، أضاء بنوره كلّ ظلام، وأظلم بظلمته كلّ
نور)
ومن كلماتك
النيرة في المعرفة الإلهية، ما
ذكرته في خطبتك المعروفة بالوسيلة،
والتي قلت فيها: (الحمد لله الذي أعدم الأوهام أن تنال إلى
وجوده، وحجب العقول أن تختال ذاته، لامتناعها من الشّبه والتشاكل، بل هو الذي لا
تتفاوت ذاته، ولا تتبعّض بتجزئة العدد في كماله. فارق الأشياء لا باختلاف الأماكن،
ويكون فيها لا على الممازجة، وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلّا بها، وليس بينه
وبين معلومه علم غيره كان عالما لعلومه. إن قيل: كان، فعلى تأويل أزليّة الوجود. وإن
قيل: لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه فاتّخذ
إلها غيره علوّا كبيرا) [1]
ومن كلماتك
النيرة في المعرفة الإلهية، قولك في القرب الإلهي ومعناه: (الحمد للّه الّذي بطن خفيّات الأمور، ودلّت عليه
أعلام الظّهور، وامتنع على عين البصير، فلا