نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 146
عين من لم يره
تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره. سبق في العلوّ فلا شيء أعلى منه، وقرب في الدّنوّ
فلا شيء أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقه، ولا قربه ساواهم في
المكان به. لم يطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته، فهو الّذي
تشهد له أعلام الوجود، على إقرار قلب ذي الجحود، تعالى اللّه عمّا يقوله المشبّهون
به، والجاحدون له علوّا كبيرا) [1]
ومن خطبك في
المعرفة الإلهية هذه الخطبة التي نزهت الله فيها وقدسته عما لا يليق بجلاله، فقلت:
(الحمد للّه المعروف من غير
رؤية، والخالق من غير رويّة، الّذي لم يزل قائما دائما، إذ لا سماء ذات أبراج، ولا
حجب ذات إرتاج، ولا ليل داج، ولا بحر ساج، ولا جبل ذو فجاج، ولا فجّ ذو اعوجاج،
ولا أرض ذات مهاد، ولا خلق ذو اعتماد، ذلك مبتدع الخلق ووارثه، وإله الخلق ورازقه،
والشّمس والقمر دائبان في مرضاته، يبليان كلّ جديد، ويقرّبان كلّ بعيد. قسم
أرزاقهم، وأحصى آثارهم وأعمالهم، وعدد أنفاسهم، وخائنة أعينهم، وما تخفي صدورهم من
الضّمير، ومستقرّهم ومستودعهم من الأرحام والظّهور، إلى أن تتناهى بهم الغايات. هو
الّذي اشتدّت نقمته على أعدائه في سعة رحمته، واتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة
نقمته، قاهر من عازّه، ومدمّر من شاقّه، ومذلّ من ناواه، وغالب من عاداه، من توكّل
عليه كفاه، ومن سأله أعطاه، ومن أقرضه قضاه، ومن شكره جزاه) [2]
ومن كلماتك
في المعرفة الإلهية هذه الخطبة التي بينت فيها عظمة الله التي لا تحد ولا تقدر،
فقلت: (الحمد للّه الّذي لم
تسبق له حال حالا، فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا، ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا. كلّ
مسمّى بالوحدة غيره قليل، وكلّ عزيز غيره