وقال الأديب الكبير
أحمد حسن الزّيات: (ولا نعلم بعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيمن سلف وخلف أفصح من علي في المنطق، ولا
أبلّ منه ريقاً في الخطابة، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه، وخطيباً تتدفّق
البلاغة على لسانه، وواعظاً ملء السمع والقلب، ومترسلاً بعيد غور الحجة، ومتكلماً
يضع لسانه حيث يشاء، وهو بالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين، وخُطبه في الحثّ
على الجهاد ورسائله إلى معاوية ووصف الطاووس والخفاش والدنيا، وعهده للأشتر النخعي
تعدّ من معجزات اللسان العربي وبدائع العقل البشري، وما نظن ذلك قد تهيأ له إلا
لشدة خلاطه الرسول ومرانه منذ الحداثة على الكتابة له والخطابة في سبيله)[2]
وقال الأستاذ
محمد محيي الدين عبد الحميد: (فهذا كتاب (نهج البلاغة) وهو ما اختاره الشريف
الرضي أبو الحسن محمد ابن الحسن الموسوي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،
وهو الكتاب الذي جمع بين دفتيه عيون البلاغة وفنونها، وتهيأت به للناظر فيه أسباب
الفصاحة، ودنا منه قطافها، إذ كان من كلام أفصح الخلق – بعد الرسول a – منطقا، وأشدهم اقتدارا، وأبرعهم حجة، وأملكهم للغة، يديرها كيف شاء،
الحكيم الذي تصدر الحكمة عن بيانه، والخطيب الذي يملأ القلب سحر بيانه، العالم الذي تهيأ له
من خلاط الرسول وكتابة الوحي والكفاح عن
الدين بسيفه ولسانه منذ حداثته ما لم يتهيأ لأحد سواه)[3]
وقال الأستاذ
محمد أبو الفضل إبراهيم عن (نهج البلاغة): (ومنذ أن صدر هذا