ومنهم المفكر
والأديب المسيحي (نصري سلهب) الذي قال عن كلماتك: (لو قدر لنهج البلاغة من ينقله،
روحاً ومعنى، إلى بعض لغات الغرب، لأخذ عليٌّ مكانه بين أعظم المفكرين الذين
خاطبوا القلوب والعقول والضمائر ليرقوا بها إلى ملكوت الله، ذلك الملكوت الذي لا
يزول، حيث تنعم النفس بخلود أبدي في حضرة الله)[2]
وقد دعا في
كتابه الذي خصصه عنك (في خطى علي) إخوانه المسيحيين إلى قراءة كلماتك والتدبر في
معانيها للتعرف على الإسلام الحقيقي الممتلئ بالروحانية والسلام.. والتي تقرب
المسلم من المسيحي كما لا يقربه كلام آخر، ومن جملة كلامه عنك، وهو يخاطبك: (حياتك
سفر قداسة لو يقرأه البشر ويعيشونه لاستحالت قلوبهم قطعاً من السماء، ذلك هو سر
خلودك، يا علي: لأنك حي بالله، والله حي فيك)[3]
ومنهم الأديب
والمفكر (عبد المسيح الإنطاكي) الذي اعتبر لسانك (اللسان الذي حفظ الرسالة، وهو
اللسان الذي استطاع أن يحفظ حتى القرآن الكريم نفسه من الضياع والفساد) [4]
وهو يعتبرك إمام
الفصحاء وأستاذ البلغاء ومعيار سلامة اللغة ومقياسها (لأن الذي يكون كلامه دون
كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين، لابد وأن يكون إمام المخلوقين ومقياس سلامة
لغتهم ومعيار بلاغتهم وفصاحتهم، العرب ومعلمهم بلا مراء، فما من أديب لبيب حاول
إتقان صناعة التحرير إلا وبين يديه القرآن ونهج البلاغة، ذاك كلام