وقد ذكر هذا
الأديب المحب لك حديثاً قاله له مرة الأديب الكبير (إبراهيم اليازجي)، وهو قوله: (ما
أتقنت الكتابة إلا بدرس القرآن العظيم ونهج البلاغة القويم، فهما كنز اللغة
العربية الذي لا ينفذ وذخيرتها للمتأدب، وهيهات أن يظفر أديب بحاجته من هذه اللغة
الشريفة إن لم يحيَ لياليه سهراً في مطالعتهما والتبحر في عالي أساليبهما)[2]
ومنهم الأديب
والباحث (روكس بن زايد العزيزي) الذي قال عنك: (يقيناً، إن كل مثقف عربي، كل كاتب
عربي، كل شاعر عربي، كل خطيب عربي مدين للإمام عل.. وانطلاقاً من هذه النقطة، فنحن
لا نعد كاتباً أو أديباً عربياً مثقفاً ثقافة عربية أصيلة إن لم يقرأ القرآن ونهج
البلاغة قراءات عميقة متواصلة)[3]
ومنهم المستشرق
الفرنسي (هنري كوربان) الذي قال في كلماتك المبثوثة في نهج البلاغة: (وتأتي أهمية
هذا الكتاب في الدرجة الأولى، بعد القرآن وأحاديث النبي، ليس بالنسبة للحياة
الدينية في التشيع عموماً وحسب، بل بالنسبة لما في التشيع من فكر فلسفي. ويمكن
اعتبار نهج البلاغة منهلاً من أهم المناهل التي استقى منها المفكرون الشيعة.. وإنك
لتشعر بتأثير هذا الكتاب بصورة جمة من الترابط المنطقي في الكلام، ومن استنتاج
النتائج السليمة، وخلق بعض المصطلحات التقنية العربية التي أدخلت على اللغة
الأدبية والفلسفية فأضفت عليها غني وطلاوة، وذلك أنها نشأت مستقلة عن تعريب