responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224

تلك الكلمات النورانية التي كنت تنطق بها، فيصيخ الكون كله ليستمع لها.

وأئذن لي ـ سيدي ـ وأنا جالس بين يديك أن أتلو عليك بعض آيات الحكمة التي وصلتنا.. ولا زلنا نتنعم بها.. وإن كان كل كلامك حكمة.. وكله نور.. وكله هداية.

فمن ذلك أن بعضهم ـ هو زيد بن صوحان العبدي ـ قال لك[1]: يا أمير المؤمنين، أيّ سلطان أغلب وأقوى؟.. فأجبته على البديهة: الهوى.. فسألك: فأيّ ذلّ أذلّ؟.. فأجبته: الحرص على الدنيا.. فسألك: فأيّ فقد أشدّ؟.. فأجبته: الكفر بعد الإيمان.. فسألك: فأيّ دعوة أضلّ؟.. فأجبته: الداعي بما لا يكون.. فسألك: فأيّ عمل أفضل؟.. فأجبته: التقوى.. فسألك: فأيّ عمل أنجح؟.. فأجبته: طلب ما عند اللّه.. فسألك: فأيّ صاحبك أشرّ؟.. فأجبته: المزيّن لك معصية اللّه.. فسألك: فأيّ الخلق أقوى؟.. فأجبته: الحليم.. فسألك: فأيّ الخلق أشقى؟.. فأجبته: من باع دينه برضا غيره.. فسألك: فأيّ الخلق أشحّ؟.. فأجبته: من أخذ المال من غير حلّه، فجعله في غير حقّه.. فسألك: فأيّ الناس أكيس؟.. فأجبته: من أبصر رشده من غيّه، فمال إلى رشده.. فسألك: فمن أحلم النّاس؟.. فأجبته: الذي لا يغضب.. فسألك: فأيّ النّاس أثبت رأيا؟.. فأجبته: من لم يغرّه الناس.. فسألك: فأيّ النّاس أحمق؟.. فأجبته: المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها وتقلّب أحوالها.. فسألك: فأي النّاس أشدّ حسرة؟.. فأجبته: الذي حرم الدّنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.. فسألك: فأيّ الخلق أعمى؟.. فأجبته: الذي عمل لغير اللّه، يطلب بعمله الثواب من اللّه تعالى.. فسألك: فأيّ القنوع أفضل؟.. فأجبته: القانع بما أعطاه اللّه عزّ وجل.. فسألك: فأيّ المصائب أشد؟.. فأجبته: المصيبة في الدين.. فسألك: فأيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه عزّ وجل؟.. فأجبته: انتظار الفرج.. فسألك: فأيّ النّاس خير عند


[1] دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم، ص 101- 103.

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست