نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 225
اللّه؟..
فأجبته: أخوفهم لله، وأصبرهم على التقوى، وأزهدهم في الدنيا.. فسألك: فأيّ الكلام
أفضل عند اللّه؟.. فأجبته: كثرة ذكر اللّه، والتضرّع إليه ودعاؤه.. فسألك: فأيّ
القول أصدق؟.. فأجبته: شهادة أن لا اللّه إلّا اللّه.. فسألك: فأيّ الإيمان أفضل
عند اللّه؟.. فأجبته: التسليم والورع.. فسألك: فأيّ النّاس أكرم؟.. فأجبته: من صدق
في المواطن، وكفّ لسانه عن المحارم، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر.
ومن كلماتك الجامعة التي وصلتنا قولك في بعض خطبك: (أيها الناس، من
قلّ ذلّ، ومن جاد ساد، ومن كثر ماله رأس، ومن كثر حلمه نبل، ومن فكّر في ذات اللّه
تزندق، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر مزاحه استخفّ به، ومن كثر ضحكه ذهبت
هيبته. فسد حسب من ليس له أدب، إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال، ليس من جالس
الجاهل بذي معقول. من جالس الجاهل فليستعدّ لقيل وقال، لن ينجو من الموت غني
بماله، ولا فقير لإقلاله) [1]
ومنها قولك:
(أيها الناس، إنه لا شرف أعلى من الإسلام، ولا كرم أعزّ من التقوى، ولا معقل أحرز
من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجلّ من العافية، ولا وقاية أمنع من
السلامة، ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا والقنوع، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد
انتظم الراحة. والرغبة مفتاح
التعب، والاحتكار مطيّة النّصب، والحسد آفة الدين، والحرص داع إلى التقحّم في
الذنوب، وهو داع إلى الحرمان، والبغي سائق إلى الحين، والشّره جامع لمساوي العيوب،
ربّ طمع خائب، وأمل كاذب، ورجاء يؤدّي إلى الحرمان، وتجارة تؤول إلى الخسران. ألا
ومن تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب، فقد تعرّض لمفضحات النوائب، وبئست
القلادة الذنب للمؤمن.. أيها الناس، إنه لا كنز