نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 100
31]
وهكذا فعلوا مع الإمام والباقر والصادق والكاظم والرضا وكل
الأئمة.. الذين شهد لهم التاريخ بالعلم والتقوى والصلاح.. لكنهم أُبعدوا من كل شيء
في نفس الوقت الذي قرب فيه الجهلة والفسقة والمنحرفون.
وعندما سقطت الدولة الأموية، وولدت الدولة العباسية، والتي
رفعت شعار الانتصار لأهل بيت النبوة، راحت بسبب تصورها الخاطئ للدين والممثلين له،
تمعن في إبعاد أهل بيت النبوة، وبكل قسوة، ولا تكتفي بذلك، بل كان الخلفاء
العباسيون يتنافسون في قتلهم وتشريدهم والتحذير من اتباعهم، والسخرية بهم.
وكانوا يكرمون كل شاعر هجاهم، كما فعل المهدي العباس مع
الشاعر مروان بن أبي حفصة حين أعطاه سبعين ألف درهم، أي عشرات الكيلوغرامات من
الذهب، بسبب قوله:
يا ابن الذي ورِثَ النبيَّ محمداً
دون الأقاربِ من ذوى الأرحامِ
الوحي بين بني البناتِ وبينكم
قطعُ الخصامِ فلاتَ حينَ خصامِ
ما للنساءِ مع الرجالِ فريضةٌ
نزلتْ بذلك سورةُ الانعامِ
أنى يكون وليس ذاك بكائنٍ
لبني البناتِ وراثة الأعمامِ
حتى قال الشاعر في حقهم:
تالله ما فعلت أمية فيهم
معشار ما فعلت بنو العباسِ
وهكذا استعمل كل أصحاب الملك العضوض ما لديهم من وسائل لحرمان
الأمة من تراث أهل بيت النبوة.. ولم يكتفوا بذلك، بل ضموا إلى صفهم العلماء
والمحدثين، الذين راحوا ينافسون أصحاب الملك العضوض في إقصاء أئمة أهل البيت، وكل
من يرتبط بهم.
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 100