نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
قلوبكم واقشعرَّت لذلك جلودكم، ألستم تعلمون أنّا
ولد نبيكم المظلومون المقهورون، فلا سهمُ وُفينا، ولا تراث أُعطينا، وما زالت
بيوتاً تهدم، وحرمتنا تنتهك، وقائلنا يعرف، يولد مولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا
بالقهر ويموت ميّتنا بالذل؟)[1]
وكنت سيدي تفصح لهم عن أغراضك من دعوتك، وأنك لا تريد
أي مكاسب.. لا أنت.. ولا أخوك الإمام الباقر.. ولا أبوك الإمام السجاد.. ولا
غيرهم.. فكلهم كانوا أمثلة حية للزهد والعفاف.. فقد كان مطلوبكم جميعا واحدا، وهو
الإصلاح، ومواجهة الطغيان.
لقد كنت تقول لهم، وأنت تتألم لذلك السكون للمستبدين:
(ويحكم إنّ الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي والعدوان من أُمتكم على بغيهم، وفرض
نصرة أوليائه الداعين إلى الله وإلى كتابه قال: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن
يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيز﴾
[سورة الحج:40])[2]
وكنت تصف لهم ما يغضون أبصارهم عنهم من أنواع الفساد،
فتقول بحرقة وألم: (ويحكم إنّا قوم غَضِبْنا للّه ربّنا، ونقمنا الجور المعمول به
في أهل ملتنا، ووضعنا من توارث الاِمامة والخلافة، وحكم بالهوى ونقض العهد، وصلّـى
الصلاة لغير وقتها، وأخذ الزكاة من غير وجهها ودفعها إلى غير أهلها، ونسك المناسك
بغير هديها، وأزال الأفياء والأخماس والغنائم ومنعها الفقراء والمساكين وابن
السبيل، وعطّل الحدود وأخذ منه الجزيل، وحكم بالرشا والشفاعات والمنازل، وقرب
الفاسقين ومثل بالصالحين، واستعمل الخيانة وخوّن أهل الأمانة، وسلّط المجوس وجهز
الجيوش، وخلد في المحابس وجلد المبين وقتل الوالد،