وأنشدتهم ذلك البيت المعروف الذي لا يزالون ينشدونه
من غير أن يعرفوا أن قائله هو أنت:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشمٍ
فهم عنده في نعمة وفواضل
ثم قصصت لهم ما رواه علماء السيرة عن سبب قولك له،
فذكرت لهم أن ابن عساكر حدث عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت مكة وقريش في قحط، فقائل
منهم يقول: اعتمدوا واللات والعزى. وقائل منهم يقول: اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى
فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون وفيكم بقية إبراهيم وسلالة
إسماعيل. قالوا: كأنك عنيت أبا طالب؟ قال: إيها. فقاموا بأجمعهم وقمت معهم فدققنا
عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه عليه إزار قد اتشح به فثاروا إليه فقالوا: يا
أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق لنا فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه
شمس دجنة تجلت عليه سحابة قتماء وحوله أغيلمة فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة
ولاذ بإصبعه الغلام وما في السماء قزعة فأقبل السحاب من هاهنا وها هنا وأغدق
واغدودق وانفجر له الوادي