نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
أيوجد في اللغة حروف أبلغ من هذه الحروف في الدلالة على مكانة الإمام
الحسين.. إنها تعبر بصراحة لا صراحة بعدها بأن الإمام الحسين لم يكن سوى تجسيد
لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فهو من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم .. ورسول الله منه.. ولذلك فإن المجرمين
لم يقتلوا فقط الإمام الحسين، وإنما قتلوا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نفسه.
هل تجدون في جميع مصادركم حديثا مثل ذلك الحديث في حق ابن عمر
أو غيره، وهل ترون أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال ذلك من باب المجاملة، وكيف يقوله وهو
من لا ينطق عن الهوى، ولا يجري عليه ما يجري علينا من العواطف الأهواء؟
ولم يكتف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بذلك، بل كان يردد كل حين تلك المكانة
العظيمة للإمام الحسين عند الله.. وأنه الإمام.. وأن على ابن عمر وغيره.. بل على
جميع الأمة أن تسير خلفه.
لقد كان يقول لهم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)[1]..
ولو أنهم تأملوا في هذا الحديث، وتجاوزوا به البشارة الغيبية المرتبطة بالآخرة، لعرفوا
أن الإمام الحسين وأخاه سيدان أي مُتبعان، يتبعهما شباب أهل الجنة.. وهو دعوة من
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لمن يريد
الجنة أن يتخذ هذين الإمامين الجليلين إمامين له، يسير خلفهما مسلما لكل ما
يفعلونه، فلا يصح للمأموم أن يقترح على الإمام.
وقد كان من واجب ابن عمر وغيره، أن يسيروا خلف الإمام الحسين،
وأن يشجعوا الأمة جميعا على ذلك السير لتحصل الانتفاضة العظمى التي تحمي الأمة من
أن تتحول إلى
[1]
رواه أحمد في المسند، (3/62، 82) وفي (3/64) وفي (3/80) والترمذي (3768)، انظر:
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي،
المحقق: عبد الصمد شرف الدين، طبعة: المكتب الإسلامي، والدار القيّمة، الطبعة2،
1403هـ، 1983م، (4134)
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73