نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
كسروية وقيصرية.. لكن الأمة لم تفعل.. لأن ابن عمر وأمثاله بدل
أن يتحركوا مع إمام زمانهم صاروا ينصحونه، ويوجهونه، ويقترحون عليه.
والعجب العجاب أن هؤلاء الذين قعدوا عن نصرته.. كما قعدوا عن
نصرة أبيه، حتى تمكن الطلقاء من أن يستلموا زمام الأمة.. هم أنفسهم الذين راحوا
يبايعون أصحاب الملك العضوض، ويدعون إلى بيعتهم..
لقد ذكر المؤرخون أنه عندما ثار ابن الزبير، واستقرت
له السيطرة على العراق عدا الكوفة والحجاز والمشرق توقف ابن عمر عن بيعة ابن
الزبير، وكان يحرض الناس على الوقوف إلى جانب بني أمية، فقد روى البخاري عن نافع
قال : ( لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال : إني
سمعت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول : (ينصب لكل غادر لواء
يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً
أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً
منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه)[1]
لقد ورد هذا الحديث في صحيح البخاري، وأصحاب الملك
العضوض يستدلون به على صحة بيعة أولئك الفسقة والمجرمين والمحرفين للدين، في نفس
الوقت الذي يروون فيه أحاديث عن مناقب أهل البيت، وعن ظلم الأمة لهم، ومع ذلك
يعتبرونها من الفضائل التي لا ينجر عنها أي عمل.
وهكذا عندما قامت دولة بني مروان والتي كان على رأسها
عبد الملك بن مروان كان ابن عمر من المسارعين إلى بيعتهم، ومد يد الطاعة لهم، وقد
روى البخاري بإسناده عن عبد