نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
الله بن دينار قال : ( لما بايع الناس عبد الملك كتب
إليه عبد الله بن عمر : إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، إني أقر بالسمع
والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت،
وإن بني قد أقروا بمثل ذلك)[1]
وقد بقي ملتزما بتلك البيعة والطاعة المطلقة لبني
مروان حتى بعد تلك الجرائم العظيمة التي قاموا بها، من رمي الكعبة الشريفة
بالمنجنيق وغيرها، ولذلك كان مقربا من عبد الملك بن مروان، وأمر الحجاج بأن يصلي
خلفه[2].
اعذريني أيتها الرمال الطاهرة.. فقد جعلني التعجب من
تلك العقول أغفل عنك وعن تلك الدماء الزكية التي روت ترابك الطاهر.. فنحن صرنا
كلما ذكرت وذكرت معك تلك المأساة العظيمة نغفل عن كل تلك التضحيات بالجدل.
ولهذا كلما حلت عاشوراء راح قومي يستعملون كل الوسائل
ليسدوا الآذان عن ذكرك.. وذكر كل ما جرى على حباتك الطاهرة، ويفعلون ما كان يفعله
المشركون عندما كانوا يرددون : ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ
وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [فصلت: 26]
ما
عساي أقول لك.. وأنا الذي أعيش كل حين تلك المشاهد المأساوية التي لم ير التاريخ
مثلها مرسومة على مرائي حباتك الطاهرة.
وهل
رأى التاريخ مثل أبي الفضل العباس.. قمر بني هاشم..
ذلك الأخ البطل المواسي لأخيه في أحلك الظروف.. ذلك الذي جاءه شمر بن ذي الجوشن
بكتاب الأمان عصر التاسع من المحرم، فقال له العباس: (تبت يداك ولعن ما جئت به من
أمانك يا عدو الله! أتامرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة ، وندخل في طاعة
اللعناء وأولاد