نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92
عن كل منقصة ومذمة. ولو كان عليه السلام نافراً من
الجمع بين بنته وبين غيرها بالطباع التي تنفر من الحَسَن والقبيح، لما جاز أن
يُنكره بلسانه، ثم ما جاز أن يبالغ في الإنكار، ويُعلن به على المنابر، وفوق رؤوس
الأشهاد، ولو بلغ من إيلامه لقلبه كل مبلغ، فما هو اختص في الحلم والكظم، ووصفه
الله به من جميل الأخلاق وكريم الآداب ينافي ذلك، ويحيله، ويمنع من إضافته إليه
وتصديقه عليه، وأكثر ما يفعله مثله في هذا الأمر إذا ثقل عليه، أن يعاقب عليه
سراً، ويتكلم في العدول عنه خفياً على وجه جميل.. فواللّه إن الطعن على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بما تضمّنه هذا الخبر الخبيث، أعظم من الطعن على أمير
المؤمنين، وما صنع هذا الخبر إلا ملحد قاصد للطعن عليهما، أو ناصب معاند لا يبالي
أن يشفي غيظه بما يرجع على أصوله بالقدح والهدم)[1]
ولم يكتفوا بذلك، فهم إلى الآن لا زالوا يذكرون بأن من انتقد
الصحابة، أو تكلم عنهم بسوء كافر، ويُرد حديثه، ويقتل.. إلا الإمام علي.. فإنهم
يعتبرون لعنه وسبه وبغضه شيئا طبيعيا وعاديا ولا ضرر فيه، ولا يُجرح الراوي إن وقع
فيه، بل قد يزيد في وثاقته، لأنه يبعده عن تهمة التشيع.
وكيف لا يفعلون ذلك، وهم يستنون بسنة ذلك الذي أبغضه وسبه
وحاربه سيدهم وخالهم وكاتب وحيهم معاوية الذي سن سنة سب الإمام عليّ على المنابر
في جميع بلاد العالم الإسلامي في ذلك الحين[2]، وقد
روي أنه كان يقول في آخر خطبة كل جمعة: (اللهم إن أبا تراب ألحد في دينك، وصدّ عن
سبيلك فالعنه لعناً وبيلا، وعذبه عذاباً أليما).. وكتب بذلك