نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 93
إلى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر، إلى
خلافة عمر بن عبد العزيز[1]..
وقد أقر بذلك كل المؤرخين والمحدثين المعتبرين لدى الفئة
الباغية، فقد قال ابن حجر: (ثم اشتد الخطب فتنقصّوه ـ أي الإمام علي ـ واتخذوا
لعنه على المنابر سنّة، ووافقتهم الخوارج على بغضه)[2]
وقد روي أن خالد بن عبد الله القسري والي العراق لهشام بن عبد
الملك والمحبب كثيرا لدى السلفية قديما وحديثا كان يقول في خطبته: (اللهم العن
عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، صهر رسول الله على ابنته، وأبا الحسن
والحسين! ثمّ يقبل على الناس ويقول: هل كنيت!)[3]
وروي أن معاوية ومن معه من الفئة الباغية بالغوا في ذلك
مبالغة شديدة إلى الدرجة التي جعلت جماعة من بني أمية تعارضه بسبب ذلك، وتقول له
بعد سنين من حكمه: (إنك قد بلغت ما أملّت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل! فقال: لا
والله حتّى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا)[4]
وقد أشار الجاحظ إلى الدوافع السياسية التي جعلت معاوية ومن
بعده من بني أمية يفعلون ذلك، فقال: (وما كان عبد الملك بن مروان ممّن يخفى عليه
فضل عليّ، وأن لعنه على رؤوس الأشهاد، وفي أعطاف الخطب، وعلى صهوات المنابر ممّا
يعود عليه نقصه، ويرجع إليه وهنه، لأنَّهما جميعاً من بني عبد مناف، والأصل واحد،
والجرثومة منبت لهما، وشرف