نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 94
عليّ وفضله عائد عليه، ومحسوب له. ولكنه أراد تشييد الملك
وتأكيد ما فعله الأسلاف، وأن يقرر في أنفس الناس إن بني هاشم لا حظ لهم في هذا
الأمر، وأن سيدهم الّذي به يصولون، وبفخره يفخرون، هذا حاله وهذا مقداره، فيكون من
ينتمي إليه ويدلي به عن الأمر أبعد، وعن الوصول إليه أشحط وأنزح) [1]
وقد أشار الإمام عليّ إلى هذا، لأنه يعلم أن بنيان
الفئة الباغية من أصحاب الملك العضوض لا يمكن أن يقوم وفي الناس من يحب الإمام
علي، أو يرتبط بأهل بيت النبوة، فلذلك كان يعلم أصحابة التقية في دينهم، حتى لا
يبيدهم الظلمة، ولا يجد الناس من يلجؤون إليه، ومن أقواله في ذلك: (أمّا أنّه سيظهر
عليّكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فأقتلوه،
ولن تقتلوه، ألاّ أنّه سيأمركم بسبي والبراءة مني، فأمّا السب فسبوني، فانّه لي
زكاة ولكم نجاة، وأمّا البراءة فلا تتبرؤا مني، فاني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى
الإيمان والهجرة) [2]
ولم يكتف المجرمون بذلك، بل وصل الأمر بهم إلى اعتبار التسمية
بعليّ محظورة إلاّ لبني هاشم، فكان بعضهم يخاف من اسمه، فيصغّره، ويقول: انا
عُلَيّ ولست بعلي.. قال قتيبة بن سعيد سمعت الليث بن سعد يقول: قال عليُّ بن رباح:
(لا أجعل في حلٍّ من سمّاني عُلَيّاً فإن اسمي عَلِيّ)، وقال سلمة بن شبيب: (سمعت
أبا عبد الرحمن المقرىء يقول: كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه عَلِيّ قتلوه،
فبلغ ذلك رباحاً فقال: هو عُلَيّ، وكان يغضب من (عَلِيٍّ) ويُحرّج على من سمّاه
به)[3]