نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 95
وحتى لا يتركوا أي أثر للإمام علي في دين المسلمين، ولا
حياتهم، راحوا يُقصون كل محب له بتهمة التشيع، في نفس الوقت الذي يُوثقون فيه كل
معاد له، قال ابن حجر العسقلاني: (والتشيع محبـة علي وتقديمه على الصحابة، فمن
قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويُطلق عليه رافضي، فإنْ انضاف إلى ذلك
السب والتصريح بالبغض فغـال في الرفض، وإنْ اعتقـد الرجعـة إلى الدنيـا فأشـد في
الغلو)[1]
وقال: (وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا، وتوهينهم
الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه: (لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا
منافق)، ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي
a، لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه
إساءة في حق المبغض والحب بالعكس، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخير في
حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو إله،
تعالى الله عن أفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب
عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاق وبالعكس. فكذا يقال في حق
علي. وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة،
بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن
الناصبة اعتقدوا أن عليا قتل عثمان أو كان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم. ثم
انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي)[2]
ولهذا نجد في الثقاة أمثال حريز بن عثمان الناصبي الذي وثقه
يحيى القطان ومعاذ بن معاذ وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ودحيم وغيرهم، مع أنهم
يروون أنه سئل بعضهم عن