نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
سر عدم الرواية عنه، فقال: (كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر
سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين لعنة كل يوم)[1]
ولو أنه بدل الإمام علي لعن غيره من الصحابة، لكفروه واتهموه
بالزندقة.. ولكن عرض الإمام علي عندهم مباح، وكأن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يحكم
بالنفاق على مبغضيه، وإنما حكم لهم بالوثاقة والدين والصلاح.
مع أن الصحابة أنفسهم، والذين تصوروا أنفسهم حماة لهم
ومدافعين عنهم، حكموا بالنفاق على من أبغض عليا، فكيف بمن لعنه أو حاربه أو سبه،
وقد قال ابن عمر: (ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلا ببغضهم عليا ً)، وقال جابر: (ما كنا نعرف
منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم لعلي)[2]،
وقال أبو سعيد الخدري: (إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا)[3]
ولهذا كان الصادقون منهم يفتخرون بحبهم لعلي،
باعتباره علامة على الإيمان، وعلى محبة اللهن وقد روي أن رجلا قال لسلمان: ما أشد
حبك لعلي؟ فرد عليه سلمان بقوله: سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (من أحب عليا ً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب
الله عز وجل، ومن أبغض عليا ً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل) [4]
ولو أنهم تأملوا هذه الأحاديث لعرفوا أن الإمام علي
ليس مجرد صحابي عادي، أو
[2]
البزار (كشف الأستار 3/169)، وعبد الله في زيادات الفضائل (1086)
[3]
أحمد في فضائل الصحابة بإسناده على شرط البخاري.
[4]
انظر: المستدرك (3/130) الطبراني في المعجم الكبير(23/380/901) عن أم سلمة، وقال
الهيثمي في المجمع (9/132): (وإسناده حسن)، وقد علق عليه الشيخ ممدوح بقوله: (فهذا
طريقان للحديث كلاهما حسن لذاته، فالحديث: صحيح بهما)
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96