نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
فرد عادي من آل بيت النبوة، وإنما هو الممثل الحقيقي
للدين بعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ذلك
أنه يستحيل أن يترك الدين من غير أن يكون هناك من يمثله.. هكذا جرى العرف في كل
الأديان.. بل في كل بلاد المسلمين الآن نجد مجالس للإفتاء، ويتربع على رأسها
المفتى أو الشيخ الأكبر أو شيخ الإسلام.. والذي يمثل المرجع الأعلى عند الخلاف،
ولا يعطى له هذا المنصب إلا بسبب علمه الوفير.
وكان أحق الناس بذلك المنصب الإمام علي.. فهو أكثر
الصحابة تلمذة لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. بل إنه
ربي في حجرة، وعاش في بيته، وبقي معه إلى آخر يوم في حياته.. ولم يترك موضعا إلا
كان معه فيه.. وعندما تخلف أكثر الصحابة عنه في شعب أبي طالب كان معه.. وهكذا لم
تنزل آية من القرآن الكريم، إلا وكان عالما أين نزلت، ومتى نزلت، وما قال رسول
الله a في تأويلها.
وفي الأخير، وبعد ذلك كله، يوضع مع الذين اكتفوا من
صحبتهم لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بمجرد
رؤيته، أو الجلوس معه في مجلس واحد، ولهذا نجد المتأخرين في إسلامهم من الصحابة
أكثر رواية منه.. لا لقلة علمه، أو ضعف ذاكرته.. وإنما لأن القوم لم يريدوا أن
يجمعوا لبني هاشم بين النبوة ووراثتها، وذلك لأنهم تصوروا أن الأمر مرتبط بالعشائر
والأنساب، لا بالدين.
بل إنهم وإمعانا في عزله راحوا يقصونه من ذلك المجلس
الذي كلف بتدوين القرآن الكريم، مع أنه كان أحق الناس به، وهل هناك عزل أكبر من
ذلك؟.. وهل هناك جحود للوريث الشرعي لعلم النبوة أكبر من ذلك؟
ومع ذلك كان الإمام علي أوسع الناس صدرا، وأكثرهم رفقا
بالأمة، فلم يجد إلا أن يفعل ما فعله هارون عليه السلام، عندما رأى بني إسرائيل
يعبدون العجل، فخشي أن
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97