نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
يفرق بينهم.. فآثر الدعوة الهادئة..
وقد رأى الإمام علي بعينيه كعب الأحبار وغيره وهم يبثون تلك
الروايات التجسيمية، فلم يملك إلا أن يتخذ له أصحابا صادقين يبث فيهم علم النبوة،
وحقائق الدين.. وهو يعلم أن نور الله لن تطفئه أيدي البشر، وأن تلك الكلمات ستحيا
من جديد في الأمة، وستنطفئ كل ظلمات الفئة الباغية.
ولم
يكتفوا بذلك، بل راحوا إلى أبنائه وأحفاده يتعاملون معهم بنفس المعاملة.. وفي كل فترات التاريخ.. لأنهم
يعلمون أنهم أول من بث فيهم علمه، فلذلك راحوا يحذرون من صحبتهم، ويتعاملون معهم
بقسوة لا نظير لها، وكأنهم ليسوا من أهل بيت النبوة، ولا ورثة العلم الحقيقي الذي
لم يختلط ولم يدنس.
ففي
العهد الذي كان فيه الحسنان.. سيدا شباب أهل الجنة..ذانك اللذان ورد في فضلهما من
الأحاديث ما لم يرد في فضل غيرهما.. تركهما الناس، بل حاربوهما، وقتلوهما، ثم
ذهبوا إلى أولئك الذين رضي عنهم الطلقاء، وجلسوا بين أيديهم يكتبون الفقه والعقيدة
والتفسير والحديث.. وكل معارف الدين.
ومن العجيب أنه في الوقت الذي تروى فيه آلاف الأحاديث عن أبي
هريرة وغيره من الصحابة.. لا يروى عن الإمامين الحسن والحسين مجتمعين سوى عشرين
حديثا.. بل إن أكثر الأمة يتصور أن الإمامين لم يتجاوزا مرحلة الصبا.. ولم يعرفوا
أنهما لم ينالا ذلك الفضل العظيم الذي نطق به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلا
نتيجة ما آتاهما الله من علم وتقوى كان للأمة أن تستفيد منه، لكنها ضيعته.. ولم
تكتف بالتضييع .. بل راحت تحاربهما.. إلى أن قتلتهما.
وبعد أن فعلت ذلك، راحت تحذر من كل رواية تروى عنهما، بحجة أن
الذي رواها شيعة.. وهم يعلمون أن كل من كان ملتفا بهما، صُنف في خانة الشيعة.. وهل
يمكن أن
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98