نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 381
الولي فيما يطرحونه من أموالهم على من له عادة بالشراء،
ويلزمونه أن يشتريه لليتيم، ولا يقدر على دفعهم)[1]
ولهذا، رجح السبكي أن يوكل الأمر إلى الولي، قال:(فينبغي لولي
اليتيم أن يجتهد، وحيث غلب على ظنه غلبة قوة مصلحة اليتيم التي أشار الشارع إليها
يفعلها، وهو مع ذلك تحت هذا الخطر الدنيوي، وبحسب قصده يعينه الله عليه)
ويدل لهذا من النصوص قوله a لأبي ذر:(إني أراك ضعيفا، وإني أحب
لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال اليتيم)[2]
وقد ذكر السبكي صورة لكيفية استثمار اموال اليتامى في عهده[3]، وهي صورة مختلف فيها، ولكنها تشير إلى اهتمام المجتمع الإسلامي
برعاية أموال اليتامى واستثمارها، قال:(أما المعاملة التي يعتمدونها في هذا الزمان،
وصورتها أن يأتي شخص إلى ديوان الأيتام فيطلب منهم مثلا ألفا، ويتفق معهم على
فائدتها مائتين، أو أكثر، أو أقل فيأتي بسلعة تساوي ألفا يبيعها منهم على يتيم
بألف، ويقبضها من ماله، ويقبضهم تلك السلعة ثم يشتريها منهم بألف، ومائتين إلى أجل،
ويرهن عندهم رهنا عليها فيحصل له مقصوده، وهو أخذ الألف بألف، ومائتين في ذمته إلى
أجل، ويجعلون توسط هذه المعاملة حذرا من الربا، أو يشتروا سلعة من أجنبي بألف،
ويقبضوه الألف، ويقبضوا السلعة ثم يبيعوها من الطالب بألف، ومائتين إلى أجل ثم
يبيعها هو من صاحبها بتلك الألف التي أخذها فيحصل المقصود أيضا، وهذه المعاملة
باطلة عند المالكية والحنابلة، وبعض أصحابنا، صحيحة عندنا، وعند الحنفية، وهي
عندنا مع صحتها