responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 228

يتساهل مع ابنه في مصالح الناس، فإن لذلك خطورته الكبيرة على مستقبل ابنه، كما سنوضح ذلك في الفصل الخاص بالبعد الاجتماعي.

مظاهر الانحراف بحسب صغرها وكبرها: نعم، إن كل معصية لله كبيرة[1]، والمربي الصالح هو الذي يحمي من يربيه عن كل المعاصي، ولكن مع ذلك، فإن الإنسان غير معصوم، ومن الخطا أن نتعامل مع أخطائه معاملة واحدة، فلا نفرق بين من ما كبر منها وعظم، وبين ما صغر منها.

ولهذا ورد القرآن الكريم بهذا التقسيم، فقال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً﴾ (النساء:31)، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ (الشورى:37)، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ (لنجم:32)

وقد وردت النصوص الكثيرة بعد بعض الذنوب الكبائر، وهي ـ كما يذكر ابن حجر ـ نوعان:

النصوص الصريحة باعتبار الذنب كبيرة: وهي الأصل الذي يعتمد عليه في عد


[1] أنكر بعض العلماء هذا التقسيم، وذهبوا إلى أن كل المعاصي كبائر، منهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والقاضي أبو بكر الباقلاني، وإمام الحرمين في " الإرشاد "، وابن القشيري في " المرشد " بل حكاه ابن فورك عن الأشاعرة واختاره في تفسيره فقال:( معاصي الله تعالى عندنا كلها كبائر، وإنما يقال لبعضها صغيرة وكبيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر منها )، ثم أول الآية الآتية: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً﴾ (النساء:31) بما لا يدل عليه ظاهرها.

وما ذهب إليه هؤلاء العلماء صحيح من جهة أن كل المعاصي خطيرة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، بل من الحرج تلقيب المعصية بكونها صغيرة، قال القاضي عبد الوهاب: لا يمكن أن يقال في معصية: إنها صغيرة، إلا على معنى أنها تصغر باجتناب الكبائر.

ويشير إلى هذا الجمع ما رواه الطبراني عن ابن عباس، أنه ذكر عنده الكبائر فقال:( كل ما نهي عنه فهو كبيرة )، وفي رواية عنه:( كل شيء عصي الله فيه فهو كبيرة )

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست