نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
أنّه فضلاً عن
مقامه المعنويّ كان في أكمل حالات الرئاسة الظاهريّة) [1]
وهكذا نراه في
خطاباته للمسؤولين بمختلف مراتبهم يذكرهم بأمثال هذه السنن، فيقول: (لقد كانت سيرة
الأنبياء عليهم السلام وتعاليمهم هي الوقوف بحزم في وجه الطواغيت، والتواضع
للضعفاء والفقراء والمستضعفين. فقد ورد أنّ العرب كانوا إذا وفدوا على مسجد الرسول
يسألون الناس: ( أيكم محمّد؟) في الوقت الّذي كان رسول الله a على رأس الحكومة الّتي تمّ تشكيلها في
المدينة، هكذا كانت الأمور في المدينة. في المقابل ما كان ليخضع لأيّ قدرة بلغت ما
بلغت لأنّه كان يرى الله تعالى ويستمدّ منه القدرة والقوّة، لأنّه صاحب القدرة
والغنى الحقيقيّين بالأصالة لذا ما كان النبيّ ليخضع لأيّ مقتدرٍ بالتبع)[2]
ومن السنن
العظيمة التي يحرص الخمينيّ على التنبيه لها، وخاصة في لقائه مع المسؤولين سنن
العفاف والزهد، فيقول: (يعتقد بعض الناس أنّ الرفاه المادّيّ وحيازة الأموال
والأراضي والحدائق، وحسابات البنوك قد تجلب السعادة للإنسان. لكنّ هذا خطأ يرتكبه الإنسان،
فيتوهّم أنّ السعادة هي بامتلاك الحدائق والأراضي وجمع الثروة والإتجار. عندما
ندرس حالة الفقراء والمساكين الّذين يسكنون بيوت متواضعة نجدهم قد نالوا حظّاً من
السعادة يفوق الّذين يسكنون القصور، بل قد لا نجدها في القصور. لقد كان هناك بيت
متواضع في صدر الإسلام يتكوّن من أربعة أفراد، إنّه بيت فاطمة الزهراء عليها
السلام، بيت أبسط من هذه البيوت، لكنّ هذا البيت كان يحمل سرّاً ملأت بركاته كلّ
أرجاء العالم بالنور. إنّ الإنسان يحتاج إلى جهد كبير ليقطع هذا الطريق الطويل
ويصل إلى بركات ساكني هذا الكوخ المتواضع، المتواضع ماديّاً، لكن روحيّة هذا البيت
بلغت أقصى المدى فلا تصل إليها حتّى الملائكة. لقد كانت نوراً شعّ على جميع بلاد
المسلمين ومثالاً تربويّاً ملأت بركاته
[1] الأربعون حديثاً، الإمام
الخمينيّ قدس سره، ص 95 ـ 96..