نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
جميع الأرجاء
وخاصّة بلادنا)
ويضيف قائلا ـ
بتأثر شديد لا يستطيع كتمانه ـ: (الرسول a الّذي كان يرأس كلّ شيء كان يعيش في بيت لا
يمكن أن نساويه بغرفة واحدة متوسّطة الحال مشابهة في مجتمعنا. كان في هذا البيت
حجرات متعدّدة الوظائف ومتواضعة. هذا الإنسان المتعالي في مقامه كان نوره يشعّ من
هذه الحجرة المتواضعة ليصل إلى عالَم الملك والملكوت، ولتتّسع آثار هذه الحجرة
التربوية إلى جميع أرجاء العالَم. صحيح أنّه لحدّ الآن ما أراده الرسول a من
التربية لم يتحقّق بعد ولم تصل إليه البشريّة، لأنّ النموذج الّذي رسمه سيتحقّق
بشكل كبير على يد الخلف الصالح المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف عندما
يأتي، ويحقّق بيديه المباركتين ذلك)[1]
ويقول في محل
آخر: (كان الوضع المعيشيّ للرسول الأكرم a في غاية البساطة، فلم يستفد أبداً من مقامه
ومنصبه لنفع مادّي شخصيّ، فلم يترك إرثاً ماديّاً خلفه، لم يترك إلّا العلم الّذي
هو أشرف الأمور، خاصّة العلم الإلهيّ الّذي هو من عند الله تعالى)[2]
ومن السنن التي
حرص الإمام الخميني على الدعوة إلى تفعيلها في الحياة سنة المساواة، ولذلك كان
يحذر كل حين من بدع الاستكبار والتفاخر والتمييز العنصريّ، ومن خطاباته في ذلك
قوله: (اذهبوا وطالعوا سيرة النبيّ الأكرم a الّذي كان المؤسّس الأوّل للكيان الإسلاميّ
والجهاديّ الأوّل. هل كان طالب سلطة وحكم؟ انظروا إلى أصحابه وأتباعه ستجدون
الأسود والأبيض، الجميع كان يجلس حول الجميع لا يوجد من يجلس في الأعلى أو في
الأسفل أو هنا أو هناك.. إنّ تعامل وسلوك النبيّ الأعظم a مع أصحابه وكافّة الناس كان على أساس
المساواة في جميع شؤون الحياة، حتّى على مستوى المجالسة