نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
والحديث والنظر،
فهو لم يكن لينظر إلى فرد ويستثني آخر، بل كان يحادث ويخاطب الجميع، يقول الإمام
الصادق: (كان رسول الله a يَقسِمُ لحظاته بين أصحابه، فينظر إلى ذا وينظر إلى
ذا بالسويّة)[1]
ويقول في خطاب
له بحضور جمع من الشباب الفرنسيّين ـ: (إنّ الحاكم الإسلاميّ ليس كرؤساء
الجمهوريّات والسلاطين الآخرين. إنّ الحاكم الإسلاميّ هو الّذي يقصد المسجد الصغير
في محلّته ويستمع إلى حديث الناس ولا يميّز بين فقير وغنيّ فكلّهم سواسية.
فالأغنياء كانوا كبقيّة الناس يجتمعون في المسجد، والشخص الغريب إذا دخل عليهم لا
يعرف من هو الرئيس ومن هو المرؤوس منهم، من هو صاحب المقام ومن هو من عامّة الشعب.
كان لباسهم مثل لباس الناس وسلوكهم مثل بقيّة الناس، وفي إجراء العدالة، إذا ادّعى
أحد أفراد المجتمع على حاكم المسلمين، كان القاضي يُحضر حاكم المسلمين إلى جانب
المدّعي)[2]
ويقول في موضع
آخر: (النبيّ الأكرم a الّذي وقف في وجه قريش كان من قريش أيضاً، لكنّه كان
يعدّ نفسه من طبقات الناس العاديّة رغم أنّه كان من الأشراف وصاحب عشيرة لم يكن
يملك شيئاً. والّذين اجتمعوا حوله كانوا من الدرجة الثالثة وكانوا فقراء لا يملكون
شيئاً، حتّى أنّ الرسول نفسه لم يكن يملك منزلاً، كان يملك غرفة مصنوعة من ألياف
النخل، حتّى مسجده كان كذلك)[3]
هذه مجرد نماذج
عن السنن المغيبة التي دعا إليها الإمام الخميني، والتي تمثل في حقيقتها غايات هذا
الدين وقيمه العليا، ويمكننا مقارنتها إذا شئنا بتلك الجزئيات من السنن