نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 158
الصحابة،
كالمنافقين.. أو المنافقين المتسترين الذين لا يعرفهم النبي a،
كما قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ
نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ
عَظِيمٍ} [التوبة: 101]، أو مرضى القلوب وضعفاء الإيمان الذين ذكروا كثيرا في
القرآن الكريم.. أو السماعين لأهل الفتنة، أو الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا..
أو المشرفين على الارتداد عندما دارت عليهم الدوائر .. أو الفساق الذين لا يصدق
قولهم ولا فعلهم.. أو المسلمين الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم.. أو المؤلفة
قلوبهم الذين يظهرون الإسلام ويتآلفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم.. أو
المولين أمام الكفار.
وبذلك فإن القرآن
الكريم يذكر لنا أن المسلمين الذين عاصروا رسول الله a
لم يكونوا صنفا واحدا، بل كانوا مختلفين في قوة الإيمان وضعفه، وفي مدى طاعة رسول
الله a.. لذلك لا يصح عند الشيعة اعتبارهم جميعا عدولا
وثقات، أو القول بأنهم جميعا هداة ومهتدين، وأنه يصح الاقتداء بأي منهم، لأن ذلك
سيعرض الدين للتحريف والتشويه.
وأحب أن أنبه
هنا إلى الخطأ الكبير الذي يذكره الكثير من المغرضين إما جهلا أو عن سوء قصد، وهي
اعتبارهم أن الشيعة يقولون بردة جميع الصحابة، وأنه لم يبق منهم إلا عدد محدود
جدا، وهذا ناتج عن عدم مراجعة كتبهم، أو عدم التحقيق فيها، بل عن عدم الرجوع لكتب
المدرسة السنية نفسها، فقد ورد في الصحيحين قال النبي a: ( إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب، ومن شرب لم
يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول : إنهم
مني، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول : سحقا، سحقا، لمن غير بعدي )[1]