نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
وهو يعتبر
الاهتمام بالصلاة اهتماما بالشريعة جميعا، فالصلاة ـ كما يذكر ـ (جرس منبّه، ومنذر في مختلف ساعات اللّيل والنهار، إنها تزود الإنسان ببرنامج وتريد منه عهداً، وتعطي لليله ونهاره معنى وتشعره بقيمة الزمن. إنّها تدعوه خلال الزمان الذي يكون فيه منشغلاً غير
ملتفت إلى مضي الزمن وانقضاء العمر وترشده إلى انقضاء يوم وشروع آخر، وأنّ عليه أن يجدّ ويتحمل مسؤولية أكبر وأن يفعل ما
هو أهم؛ لقد انقضى جزء من العمر بلا استثمار فيجب أن
يكون أكثر سعياً وعطاءً،
إذ انّ الهدف عظيم، فلنسع لنيله قبل فوات الأوان) [1]
وهو يشبه الصلاة
بالسلام الوطني للدول،
(مع فارق في المعنى ونوع العطاء، لأجل أن ترسّخ الدولة أصولها ومتبنياتها الفكرية في
ذهن الشعب،
وبنائه على هذا النمط الفكري، تعمد إلى تكرار قراءة السلام الوطني الذي يمثل خلاصة
الشكل المقبول لنمط الحياة وأهدافها لدى الدولة، فتكرار السلام الوطني سبب لتثبيت الناس على هذا النحو
من الفكر، وتلقينهم أنهم أتباع هذا الوطن، والسائرون باتجاه تلك الأهداف؛ إذ إنّ نسيان أصول وأهداف الدولة، يعني تغيير المسار وعدم انتهاجه. هذا التكرار يجعلهم مستعدين للخدمة في هذه الجبهة، ويعلمهم المخططات والطرق، ويرشدهم إلى المسؤوليات والواجبات ويحيي في أذهانهم
أسس الدولة،
ويعيّن لهم الوظيفة، ويزودهم ـ حينئذ ـ بالشجاعة والجرأة والإقدام، ويهيّئهم للعمل) [2] ولهذا نرى الاهتمام الكبير الذي توليه الجمهورية
الإسلامية الإيرانية للمساجد، ليس باعتبارها محال لأداء الشعائر التعبدية فقط،
وإنما باعتبارها وسائل لبث الوعي الديني ومواجهة كل أنواع العداء التي تشن عليها
وعلى الإسلام، كما قال الخميني معبرا عن ذلك: