نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 326
كان كحجة وعمرة تامة تامة)، وهل
أن من فعل هذا فله مثل أجر الحج والعمرة؟
فأجاب بقوله: (.. الثواب لا قياس
فيه ، فقد يثاب الإنسان على عمل قليل ثواب عمل كثير ؛ لأن الثواب فضل من الله عز
وجل يؤتيه من يشاء)[1]
وبذلك لا معنى لتلك الحملة
الشديدة التي تشن على الشيعة بسبب تعظيمهم لمقامات أئمتهم، وزيارتهم لهم، فهم
يزورونهم وفي نفس الوقت يقومون بالحج الذي يعتقدون وجوبه، ولا يرون أن أحدهما مغن
عن الآخر.
مع العلم أن الكثير من مقاصد
الحجج تتحقق في تلك الزيارات، حيث يجتمع المؤمنون من كل مكان، وفي تلك الأماكن
يجدون الكثير من أهل العلم والصلاح، وقد يكون ذلك سببا في تغير حياتهم جميعا.
وهذه الزيارات لم تكن خاصة
بالشيعة، بل إن جميع المدارس السنية ما عدا المدرسة السلفية يؤمنون بزيارة
الأولياء والصالحين وتأثيرها في حياتهم، بل إن الكثير منهم يقدمون أمثال تلك
الزيارات على الحج، حتى إذا ما ذهبوا إلى الحج ذهبوا، وهم يعرفون قيمته ومقاصده.
ومثل ذلك مثل الذي يقال له:
لا ينبغي أن تحج قبل أن تزور إمام المسجد، وتجلس إليه، وتتعلم منه، حتى إذا ما
ذهبت إلى الحج كان ذلك مؤثرا فيك، مفيدا لك، ولم تبق في أي شيء ربما يبطل عليك
حجك.
وقد ذكر الشيخ محمد حسين الزين في كتابه [الشيعة
في التاريخ] بعض مشاهداته مع أبناء المدرسة السنية، وتعظيمهم لمقامات أوليائهم من
أمثال الشيخ عبد القادر الجيلاني وغيره؛ فقال: (مقامات الأولياء كثيرة في بلاد
الإسلام، ويزورها المسلمون، ويتبركون بها