نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355
الخالق، إذا فكر الإنسان قليلاً
في عظمة الخلقة بالمقدار الذي وصل البشر، رغم كل هذا التقدم العلمي، إلى شيء يسير
منه، يدرك حقارة وضآلة نفسه وكل المنظومات الشمسية والمجرات، ويفهم قليلا من عظمة
خالقها ويخجل من عُجبه وأنانيته وغروره ويشعر بالجهل)[1]
ويقول لها: (ما دام الشباب في
يدك فجدي في العمل وفي تهذيب القلب وكسر الأقفال ورفع الحجب، فإن آلاف الشباب الذين
هم أقرب إلى أفق الملكوت يوفقون لذلك ولا يوفق هرم واحد.. القيود والأغلال
والأقفال الشيطانية إذا غُفل عنها في (مرحلة) الشباب تضرب جذورها في كل يوم يمضي
من العمر وتصبح أقوى .. من مكائد الشيطان الكبرى والنفس الأخطر منه أنهما يعدان
الإنسان بالإصلاح في آخر العمر وزمان الشيخوخة، ويؤخران التهذيب والتوبة إلى الله
إلى الزمان الذي تصبح فيه شجرة الفساد وشجرة الزقوم قوية والإرادة والقدرة على
التهذيب ضعيفتين بل ميتتين)
[2]
وهكذا نرى الخميني يمزج دائما
بين العرفان النظري والعرفان العملي، حتى يقي السالك من كل ألوان الغرور التي قد
تجعله يدعي ما لم يصل إليه من المعارف، ولهذا نراه يكثر من التحذير من العجب
والغرور والتعالي والتعالم، ويدعو بدلها إلى العبودية والتواضع.
ولهذا لم يقع ـ رغم تراثه
العرفاني الكبير ـ في ذلك الدخن الكبير الذي امتلأت به كتب ابن عربي أو الجيلي أو
القونوني أو غيرهم، مع كونه تعامل معهم، ودرس كتبهم، واستفاد منها، ولكنه استطاع
أن يميز بين ما يقبل منها، وما يرفض.
وربما يكون السبب في عدم وقوعه
في ذلك الخلط الذي وقع فيه الكثيرون بين حقائق