نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 356
العرفان وأوهامه، هو ارتباطه
الشديد بأهل البيت، ولهذا لم يوص في العرفان إلا بالالتزام بأدعية أهل البيت
ومناجياتهم، فهي التي تمثل خط العرفان السليم من كل وهم، ولهذا كان يهتم بدعاء
السحر، وشرحه في كتاب عرفاني في منتهى الجمال والعلمية والتبسيط.
ومن الأدعية التي كان يهتم بها
كثيرا، هو وسائر قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المناجاة الشعبانية[1]، والتي هي بمثابة تدريب للمؤمن
على كيفية خطاب ربه، وقد قال عنها الخميني: (أنا لم أر في الأدعية، أي دعاء قيل
بأن جميع الأئمة كانوا يقرؤونه إلّا دعاء المناجاة الشعبانية، ولم أر بأنّ الأئمة
كانوا يدعون بدعاء آخر غير المناجاة الشعبانية، لأن المناجاة الشعبانية هي
لإعدادكم، لإعداد الجميع لضيافة الله عزوجل)[2]
ويقول عنها الخامنئي: (إنَّ
المناجاة الشعبانيّة المأثورة والتي رُوِي أنَّ أهل البيت كانوا يداومون عليها هي
أحد الأدعية التي لا يُمكن إيجاد نَظير لمعانيها العرفانيّة، ولسانها البليغ،
ولمضامينها العالية جداً، المليئة بالمعارف الرَّفيعة، على الألْسنة الجارية وفي
المحاورات العاديّة، بل ليس مُمكناً أصلاً أن تُنشأ بِمِثل تلك الألْسنة.. إنَّ
هذه المناجاة، هي النَّموذَج الكامِل مِن تضرُّع أكثر عباد الله الصالحين قُرْباً
واصْطِفاءً، بين يدَي معبوده ومَحبوبه، الذّات الرّبوبيّة المقدَّسة. إنّها مِن
جهة درسٌ من المعارف، وهي أيضاً أُسوةٌ في كيفيَّة إظهار الحاجة وطلب الإنسان
المؤمِن من الله)[3]
[1] المناجاة الشعبانية هي
مناجاة يرويها الشيعة عن الإمام علي، وتحتوي على نماذج من التضرع ووصف حال
الأولياء في علاقتهم مع الله، وغالباً ما يقرأ الشيعة هذه المناجاة فيى شهر شعبان،
يقول عنها آية الله الملكي التبريزي: (ومناجاته الشعبانية معروفة، وهي مناجاة
عزيزة على أهلها، يحبونها ويستأنسون بشعبان من أجلها، بل ينتظرون مجيئ شعبان
ويشتاقون إليه من أجلها وفي هذه المناجاة علوم جمّة في كيفية تعامل العبد مع الله
جل جلاله، وبيان وجوه الأدب التي ينبغي أن نلتزمها ونتأدّب بها عندما نسأل الله
تعالى حوائجنا، وندعوه سبحانه ونستغفره) [الملكي التبريزي، المراقبات، الفصل
الثامن في اعمال الشعبان المعظم]