نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394
وهذا ما يفسر كل تلك الحروب
والضغوطات التي تتعرض لها كل حين، ذلك أنها لو انتهجت منهج المصلحة والبراغماتية،
وتخلت عن مبادئها ونصرتها للمستضعفين، لوجدت من أعدائها قبولا كبيرا، ولتعاملوا
معها مثلما يتعاملون مع تلك الدول التي لم تعرف في أي لحظة من حياتها أي لون من
ألوان الديمقراطية، ولا صناديق الانتخابات، ولا حقوق الإنسان.
وهذه السياسة التي انتهجتها
إيران في الداخل والخارج تنبع من تلك التعليمات التي كان الخميني وكل قادة الثورة
الإسلامية يوجهون بها مسيرة الثورة منذ انطلاقتها.
وعند مطالعة ما يطلق عليه [الوصية الإلهية السياسية للامام
الخميني]، والتي
أوصى بها قبل وفاته، وقرئت بعدها، والتي نجد لها تأثيرها الكبير في السياسة
الإيرانية نجد مدى اهتمامه بالقيم الأخلاقية في تحريك السياسة الداخلية والخارجية.
فمما ذكره في وصيته[1] فيما يتعلق بالسياسة الداخلية
والأحزاب والانتخابات والمبادئ التي تحكمها قوله في البند السابع من بنود الوصية:
(من الأمور الضرورية أيضاً، تديّن نواب مجلس الشورى الاسلامي، فقد رأينا جميعاً
أيٌة إضرار محزنة لحقت بالإسلام وبإيران نتيجة عدم صلاحية مجلس الشورى وانحرافه
منذ الفترة التي تلت النهضة الدستورية وحتى عهد النظام البهلوي المجرم، والتي كان
سواها وأخطرها عهد ذلك النظام الفاسد المفروض. يالها من مصائب وخسائر مدمرة حلت
بالبلاد والشعب على أيدي هؤلاء العبيد التافهين المجرمين، لقد أدى وجود أكثرية
مصطنعة مقابل أقلية مظلومة خلال الخمسين عاماً الأخيرة ـ من العهد البائد ـ إلى
تمكن إنجلترا والاتحاد السوفيتي وأمريكا بعد ذلك من تمرير كل ما أرادوه على أيدي
هؤلاء المنحرفين الغافلين عن الله مما جر البلاد الى حافة الدمار
[1] هذه النصوص مقتبسة من: الوصية
الإلهية السياسية للامام الخميني، وهي موجودة في محال كثيرة منها كتاب: صحيفة
الثورة الإسلامية، وموقع الامام الخميني، وغيرها.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394