نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395
والانهيار. فمنذ ما تلا الحركة
الدستورية لم يطبق شيء تقريباً من مواد الدستور الأساسية، وقد تم ذلك قبل عهد رضا
خان عبر المأمورين للغرب وحفنة من الباشوات والإقطاعيين، وعبر النظام السفاك
وحواشي البلاط وأزلامه في عهد النظام البهلوي)[1]
وبناء على هذه التجربة القاسية
التي ذكرها الخميني، والتي مرت بها إيران دعا إلى التشدد في اختيار النواب،
والاهتمام بالتزامهم الديني والأخلاقي حتى لا يخترقهم العدو، ويمرر مشاريعه
التدميرية من خلالهم، يقول في ذلك: (أما الآن، وحيث أصبح مصير البلاد ـ وبلطف الله
وعنايته وهمة الشعب العظيم ـ بأيد المواطنين أنفسهم، حيث أصبح النواب منبثقين من
سواد الجماهير يتم انتخابهم لمجلس الشورى الإسلامي دون تدخل الحكومة أو الباشوات،
فإن المؤمل أن يحول التزامهم بالإسلام وحرصهم على مصالح البلاد دون وقوع أي انحراف،
لذا فإني أوصي أبناء الشعب أن يصوتوا في كل دورة انتخابية ـ حاضراً ومستقبلاً ـ
لصالح المرشحين الملتزمين بالإسلام والجمهورية الإسلامية انطلاقاً من إرادتهم
الصلبة والتزامهم بأحكام الإسلام وحرصهم على مصالح البلاد)[2]
ثم ذكر أن العادة جارية بأن
أمثال هؤلاء لا يكونون من الطبقة المترفة المستغرقة في الدنيا، بل يكونون من عامة
الناس، وهم لذلك أكثر احتكاكا بهم، وأكثر إحساسا بحاجاتهم، يقول: (ولا شك أن مثل
هؤلاء المرشحين يكونوا غالباً من الطبقات الاجتماعية الوسطى ومن بين المحرومين غير
المنحرفين عن الصراط المستقيم نحو الغرب أو الشرق، ومن غير الميالين نحو المدارس
العقائدية المنحرفة، ومن المتعلمين المطلعين على مجريات الامور المعاصرة والسياسات
الإسلامية) [3]