الصحيح المجرد
بعد الصحيحين للبخاري ومسلم)[1]، ومن العجيب أن هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم
كلهم من نيسابور، بالإضافة لمسلم، وإن شئنا أضفنا البخاري، فقد كان كثير التردد
على نيسابور، في حال تلمذته، وحال أستاذيته [2] .
ومن كبار
المحدثين بنيسابور: الإمام ابن حبان (270هـ — 354هـ)، صاحب الصحيح، وهو الذي وصف
بأنه (الإمام العلامة الحافظ، المحدّث، المؤرخ، القاضي، شيخ خراسان، من كبار أئمة
علم الحديث والجرح والتعديل)[3]
وهو الذي قال
فيه قال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي: (أبو حاتم كان من فقهاء الناس،
وحفّاظ الآثار، المشهورين في الأمصار والأقطار، عالما بالطب والنجوم وفنون العلوم،
ألّف المسند الصحيح، والتاريخ، والضعفاء، والكتب المشهورة في كل فنّ)
وقال ياقوت
الحموي في معجم البلدان: (كان ابن حبان مكثرا من الحديث والرّحلة والشيوخ، عالما
بالمتون والأسانيد، أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمّل تصانيفه تأمّل
منصف، علم أن الرجل كان بحرا في العلوم)
وقال عنه ابن
حجر العسقلاني: (كان من أئمة زمان، وطلب الحديث على رأس سنة ثلاث مئة.. وكان عارفا
بالطب والنجوم والكلام والفقه، رأسا في معرفة الحديث، صاحب فنون، وذكاء مفرط، وحفظ
واسع إلى الغاية)
ومن كبار
المحدثين بنيسابور: الحافظ أحمد بن حسين البيهقي[4] (384-458)،
[2] قال الحاكم النيسابوري: (أول
ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين،
فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام) [تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام -
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب
الإسلامي:ج6 ص140)]