من
أهم القضايا التي استثمرها أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعداء نظامها
الإسلامي قضية الاختلاف المذهبي، أو ما يسمى [الخلاف السني الشيعي]؛ ولذلك نرى
الكثير من المغرضين، بما فيهم الحركات الإسلامية نفسها، لا تعتبر النظام الإيراني
نظاما إسلاميا، بل لا تعتبر إيران نفسها مسلمة، لسبب بسيط، وهي أن قادتها ليسوا من
المدرسة السنية، بل من المدرسة الشيعية.
ولهذا
نجدهم يفضلون الحكم الملكي المتواجد في المنطقة، المعروف بولاءاته للغرب، ولأمريكا
خصوصا، على النظام الإيراني، ويعتبرونه حكما إسلاميا راشدا، بل يعتبرون كل نظام في
الدنيا أفضل من النظام الإيراني، حتى لو كان مستبدا ظالما ولا علاقة له بالإسلام،
بل إن الحقد وصل بهم إلى اعتبار نظام الشاه أفضل من النظام الذي يسمونه [نظام
الملالي]
وقد
ترجموا عن هذا الحقد بكل اللغات، وألبسوه جميع الألبسة، فاستعملوا اللغة
الأكاديمية التي تحتال لتحول من النظام الإيراني مؤامرة غربية خفية لضرب الإسلام
السني، ويستعملون اللغة الخطابية والعاطفية ليجعلوا من إيران مجوسا، لا علاقة لهم
بالإسلام، وأنهم لم يدخلوا إلى الإسلام، وإنما تظاهروا به، حتى يخربوه من داخله.
ولن
نحتاج إلى ذكر الأدلة على ذلك هنا، ذلك أن الكتب [1] والمحاضرات والأشرطة الوثائقية وكل ما
في الدنيا من وسائل استثمر ليغرس هذه المفاهيم، لتمتلئ القلوب أحقادا على النظام
الإيراني، بل على الشعب الإيراني نفسه.
ويحتجون
لذلك كله بالتضييق على أهل السنة، ومنعهم حقوقهم، ومنعهم من بناء
[1] انظر على
سبيل المثال: ماذا يجري لأهل السنة في إيران. من منشورات مجلس علماء باكستان عام
(1986)، وأحوال أهل السنة في إيران. لعبد الرزاق البلوشي طبع (عام 1989)، أحوال
أهل السنة في إيران. لعبد الله محمد الغريب طبع (عام 1989)..