ويقول:
(اعلم أن ليس لأيّ موجود من الموجودات ـ بدءاً من غيب عوالم الجبروت وإلى ما فوقها
أو تحتها ـ شيئٌ من القدرة أو العلم أو الفضيلة، وكل ما فيها من ذلك إنما هو منه
جلَّ وعلا، فهو الممسك بزمام الأمور من الأزل إلى الأبد، وهو الأحد الصمد، فلا تخش
من هذه المخلوقات الجوفاء الخاوية الخالية، ولا تُلق آمالك عليها أبداً، لأن
التعويل على غيره تعالى شركٌ، والخوف من غيره جلت عظمته كفر) [1]
والنتيجة
التي يصل إليها من تعمقت فيه هذه المعارف هي ـ كما يذكر الخميني ـ السعي للتواصل
مع الله وحده باعتباره الهدف الأعلى من كل شيء، والغاية العظمة في الرحلة الأزلية،
كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم: 42]،
يقول: (إن كلُّ من يدرك هذه الحقيقة ويتذوقها، لن يتعلق قلبه بغير الله تعالى، ولن
يرجوَ غيره تعالى) [2]
ثم
يخاطب ابنه، ومعه الشعب الإيراني مبينا له المنهج الذي يصل به إلى هذه الحقيقة
ذوقا: (هذه بارقةٌ إلهية، حاول أن تفكر فيها في خلواتك، ولقن قلبك الرقيق وكررها
عليه إلى أن ينصاع اللسان لها، وتسطع هذه الحقيقة في ملك وملكوت وجودك. وارتبط
بالغنيّ المطلق حتى تستغني عمن سواه، واطلب التوفيق منه حتى يجذبك من نفسك ومن
جميع من سواه، ويأذن لك بالدخول والتشرف بالحضور) [3]
والنتيجة
العظيمة التي يصل إليها المتأمل لهذه الحقائق العظيمة ـ كما يذكر الخميني ـ هي
الوصول إلى محبة الله، بل إلى عشه، فالبشر جميعا ـ كما يذكر ـ (مفطورون على عشق
الكمال المطلق، ومن هذا العشق -شئنا أم أبينا- ينشأ العشق لمطلق الكمال الذي هو من
آثار الكمال المطلق،