responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران نظام وقيم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 411

إلى مدى رضا الله فيها، فإنْ وجد رضا الله في هذا الأمر عندها يُمكنه قصد القربة)[1]

وبناء على هذا، يذكر أنه يمكن أن توضع البرامج التي تساهم في إصلاح الأخلاق، وذلك لكونها ليست صفة لازمة لا يمكن تغييرها، بل هي مثل أي شيء آخر، يمكن تغييره إن توفرت الإرادة لذلك.

وقد أشار إلى هذا المعنى الذي قرره علماء الأخلاق المسلمون، بل أكده القرآن الكريم، فقال: (التحوُّل الأخلاقيّ يعني أنّ يتخلّى الإنسان ويجتنب كلّ رذيلة أخلاقيّة، وكلّ أخلاق ذميمة، وكلّ روحيّة سيِّئة ومرفوضة، ممّا يوجب أذيّة الآخرين، أو تخلّف الإنسان نفسه، وأنْ يتحلّى بالفضائل والسجايا الأخلاقيّة. فالمجتمع الخالي من الحسد والضغينة والحقد، والمفكِّرون الّذين لا يستخدمون فكرهم في التآمر على الآخرين والتزوير والخداع، والمثقّفون وأصحاب العلوم إذا لم يستخدموا علومهم في إلحاق الضرر بالناس ومساعدة أعداء الناس، وكان جميع أبناء المجتمع يُريدون الخير لبعضهم)[2]

والطريق الذي يتحقق به ذلك ـ كما يذكر ـ هو مجاهدة النفس وضبط شهواتها وأهوائها لتنسجم مع الشريعة الإسلامية انسجاما كليا، وهو الانسجام الذي يضمن لها التحلي بمحاسن الأخلاق، والابتعاد عن رذائها، يقول: (إنّ الإنسان في أسمى شكلٍ وأكمل حياة هو ذلك الإنسان الّذي يُمكنه التحرُّك في سبيل الله ويرضي الله عنه، والّذي لا تأسره شهواته، ذلك هو الإنسان السالم والكامل. أمّا الإنسان المادّيّ الّذي يقع أسير شهوته وغضبه وأهوائه النفسيّة وأحاسيسه فإنّه إنسان حقير، مهما كان كبيراً على الظاهر وله منصب، فرئيس جمهوريّة أكبر دول العالَم الّتي تمتلك أكبر ثروات العالَم، إذا كان عاجزاً عن لجم شهواته وقمعها، وكان أسير طلباته النفسيّة، فإنّه إنسان وضيع، أمّا الإنسان الفقير الّذي يُمكنه أنْ


[1] المرجع السابق، (ص: 15).

[2] توجيهات أخلاقية (ص: 17)، وهو جزء من كلمة ألقاها في عيد الربيع (20/ 3/1991 م)

نام کتاب : إيران نظام وقيم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست