يتفوّق
على شهواته، ويطوي الطريق الصحيح، أي طريق كمال الإنسان وطريق الله، فإنّه إنسانٌ
عظيم)[1]
وهو
يذكر أن الإنسان بمفرده قد لا يستطيع أن يواجه هذه العقبات التي تحول بينه وبين
التخلق، خاصة إن كانت البيئة التي يعيش فيها تزيد وضعه الأخلاقي سوءا، ولهذا كان
لإصلاح المجتمع، وللدولة، دورها الكبير في نشر الأخلاق الصالحة، ومواجهة الأخلاق
الفاسدة، وكل أنواع الانحراف، يقول: (الأمر الّذي يستوقفني اليوم في بحثِ حياةِ
الرَسُولِ الأكرَم a هو
أنَّ نبيَّ الإسلام سعى لتثبيت القيم والأخلاقِ الإسلاميّةِ بشكلٍ كامل في
المجتمع، ولتمتزج بروح الناس وعقائدهم وحياتهم وتختلط فيها، لذلك كان يُعطِّر جوّ
الحياة بالقيم الإسلاميّة، فقد يُصدر الإنسانُ أوامر أو يُوجِّه توصيات، كأنْ ينصح
الناس ويُعلّمهم ويأمرهم ويوصيهم بحسن الخُلق والعفو والصبر والاستقامة في سبيل
الله وعدم الظلم والسعي لإقامة العدل والقسط، وعلى رغم أنّ ذلك أمر لازم، لكنّ
نبيّ الإسلام كان يُعلّمهم دروس المعرفة والحياة، كان يُمارس التعليم من جهة،
ويُنفِّذ ذلك في سيرته. فمن أجل تثبيت هذه الأخلاق والواجبات الإسلاميّة في
المجتمع كان يواجه العقائد الخاطئة للناس، ويُحارب الأحاسيس الجاهليّة ورواسب
الأخلاق غير الإسلاميّة ويواجهها، ويُعطي المجتمع شحنات، ويمارس في المناسبات وبأسلوب
مناسب الصفة والأخلاق والأسلوب الحسن بشكلٍ كامل، وإذا أراد أيُّ مجتمع أنْ يتطوّر
وأنْ يوجد الأخلاق الإسلاميّة الصحيحة في محيطه، فإنّه يحتاج إلى هذا الأسلوب)[2]
وعلى
هذا الأساس يفسر ما ورد في القرآن الكريم من اعتبار [التزكية] دورا من أدوار رسول
الله a، فيقول:(ولعلّ
المقصود من التزكية الّتي ذُكرت في عدّة آيات قرآنية، بتعبير
[1] المرجع
السابق، ص18، من خطبة الجمعة (1/ 2/1997 م)