responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران نظام وقيم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 433

ودون إيمان يمكن أن يصل إلى الثروة والقدرة، لكنّه عندما يبلغهما فإنّه يصبح حيواناً شبعانَ ومقتدراً. وإنّ قيمة الإنسان الجائع هي أهمّ من الحيوان الشبعان؛ فالإسلام لا يريد هذا، الإسلام يؤيّد الإنسان الذي يحوز على أمور وهو مقتدر وهو شاكرٌ وعبدٌ لله، فيمرّغ جبهة العبوديّة بالتراب. الإنسانيّة والاقتدار والعبوديّة لله، هذا ما يريده الإسلام. يريد أن يصنع إنساناً، ويوجد أنموذجاً لصناعة الإنسان) [1]

وهو يذكرهم بالعولمة التي تمارسها الحضارة الغربية التي يدعون إليها؛ فهي تستعمل كل الوسائل للقضاء على هويات الشعوب، وتخليصها من القيم التي تحكمها، وأحسن مثال على ذلك ـ كما يذكر ـ هو ما حصل للشعوب التي رضيت لنفسها أن تصير تابعة ذليلة للغرب، يقول: (إنّ تقليد الغرب بالنّسبة للدّول التي استحسنت هذا التقليد لنفسها وعملت به، لم يعد عليها إلّا بالضرر والفاجعة، بما في ذلك الدّول التي وصلت بحسب الظاهر إلى الصناعات والاختراعات والثروة لكنّها كانت مقلّدة. والسبب هو أنّ ثقافة الغرب هي ثقافة هجوميّة. هذه الثقافة هي ثقافةٌ لإبادة الثقافات. فأينما جاء الغربيّون أبادوا الثقافات المحلّيّة، واجتثّوا الأسس الاجتماعيّة، وغيّروا تاريخ الشعوب ولغاتها وحروفها (خطوطها) ما استطاعوا) [2]

وهو يضرب المثل على ذلك بما فعله الإنكليز الذين حيثما حلوا (بدّلوا لغة الناس المحليّة إلى الإنكليزيّة، وإذا وُجدت اللغة المناسبة، فإنّهم كانوا يجتثّونها من الجذور. ففي شبه القارّة الهنديّة كانت اللغة الفارسيّة هي اللغة الرسميّة لعدّة قرون.. إلى أن جاء الإنكليز ومنعوا اللغة الفارسيّة بالقوّة في الهند، وروّجوا للغة الإنكليزية) [3]

وهكذا ـ كما يذكر ـ فعل الفرنسيّون حين راحوا هم أيضاً يفرضون اللغة الفرنسيّة في


[1] المرجع السابق، ص501.

[2] المرجع السابق، ص501.

[3] المرجع السابق، ص502.

نام کتاب : إيران نظام وقيم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست