كلّ
الدول التي كانت تحت استعمارهم، ومثلهم البرتغاليّون والهولنديّون والإسبانيّون، (فأينما
ذهبوا فرضوا لغاتهم، وهذا ما يمكن تسميته بالثقافة الهجوميّة. لهذا، فإنّ ثقافة
الغرب هجوميّة، أينما استطاعوا، اجتثّوا أسس الثقافات والعقائد) [1]
وهي
بالإضافة إلى هجومياتها وهيمنتها واجتثاثها لهويات الشعوب، حضارة مادية، (تجعل
الأذهان والأفكار مادّيّة، وتنمّي النزعة المادّية، وتجعل المال والثروة هدف
الحياة، وتجتث المبادئ السامية والقيم المعنويّة والرقيّ الروحيّ من الأذهان)[2]
ونتيجة
لذلك لا تراعي هذه الحضارة القيم الدينية والأخلاقية، فهي ـ كما يذكر ـ تجعل (المعصيّة
أمراً عاديّاً، وكذلك الآثام الجنسيّة، وقد جلب هذا الوضع في يومنا هذا العار
للغرب، في البداية، كان الأمر في إنكلترا، ثمّ انتقل إلى بعض الدّول الأخرى
وأمريكا. فأصبحت هذه المعصية الكبرى المتعلّقة بالشذوذ الجنسيّ قيمةً، ويتمّ
الاعتراض على السياسيّ الفلانيّ لأنّه يخالف الشذوذ أو يعارض الشاذّين! انظروا إلى
أين يصل الانحطاط الأخلاقيّ، هذه هي الثقافة الغربيّة. كذلك هناك تفكّك الأسرة
وانتشار المشروبات الكحوليّة والمخدّرات) [3]
بناء
على هذا، نحاول في هذا الفصل ومن خلال ما طرحه قادة الثورة الإسلامية التعرف على القيم
التي تقوم عليها الحضارة الجديدة التي دعوا إليها، وذلك في المجالات السياسية
والاقتصادية والتربوية والعلمية والفنية، باعتبارها أهم المجالات التي تظهر فيها
القيم الحضارية.