ويقارن
بين الدور الذي قام به الأنبياء وورثتهم في الدعوة للعدالة، والدور الذي قام به
الفلاسفة والمفكرون، ويرى أن دور الفلاسفة والمفكرين أحقر بكثير، ذلك أن الأنبياء
وورثتهم لم يكتفوا بالكلام، وإنما نزلوا للميدان، وضحوا بأنفسهم في سبيل ذلك،
بخلاف غيرهم، يقول: لقد تحدّث الحكماء عن العدالة، ولكنّهم في أوقات كثيرة كانوا
مثل كثير من المفكّرين المختلفين الذين يكتفون بالكلام ولكنّهم لا ينزلون إلى
الميدان عندما يحين دور العمل. وقد شاهدنا مثل هذا في مرحلة المواجهة [ضد الشاه]
وأيضا شاهدناه بعد ذلك في مرحلة الدفاع المقدّس. وهذا ما نشاهده تقريباً اليوم
أيضاً. لم يكن الأنبياء هكذا، بل كانوا ينزلون إلى الميدان ويُعرّضون أنفسهم
للخطر، حتى أنّه في الوقت الذي كانوا يقولون لهم لماذا تقفون إلى جانب الطبقات
المظلومة، انفَصِلُوا عنهم؛ كان الأنبياء يواجهونهم. فالآية الشريفة،
﴿وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ
اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ
الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 31] تتحدّث عن جواب النبي نوح لمعارضيه هي في هذا
المجال أيضاً. لذا، فأولئك الذين كانوا محرومين من العدالة كانوا أوّل من يُؤمن
بالأنبياء أيضاً) [2]
وما
ذكره الخامنئي هو نفس ما ذكره الخميني عند رده على الذين صوروا الثورة الإسلامية
أنها ثار قام بها الشيوعيون وحصد ثمارها الإسلاميون، أو قولهم بأن الدين أفيون
الشعوب، ولذلك كانت مواجهتة للشيوعية لا تقل عن مواجهته للرأسمالية.
ومن
أقواله في ذلك: (إن شبابنا يُخدعون بصورة عفوية دون الالتفات إلى ما يقوله هؤلاء
وما هو هدف المدرسة الشيوعية التي يعرفونها مثلًا! أن هدف هؤلاء إظهار الإسلام
والمسلمين بصورة يرتد بها الشباب عن الإسلام! يظهرون الإسلام وكأنه جاء لسيطرة