أعينهم
أولاً، ثمّ فتح أبناء الشعب تدريجياً أعينهم وبهتوا أمام التقدّم العلمي المذهل
للغرب، بدأ ترويج الشعور بالنقص والدونية والاستهانة بالذات في هذا البلد وبين
أبناء شعبه، ولحسن الحظّ فإنّ الثورة غيّرت كلّ شيء، بما في ذلك هذه الحالة وهذه
الروح. وعليه، فإنّ تأسيس الأعمال والمشاريع الاقتصادية على أساس العلم يؤدّي إلى
تعزيز الروحية والشخصية والهوية الوطنية ويزيد كذلك من الاقتدار السياسي.
الاستقلال والاعتماد على الذات في بلد ما يورث الاقتدار السياسي فضلاً عن الاقتدار
الاقتصادي الذي سيتحقّق بشكل طبيعي)
[1]
ودعا
في هذا الصدد إلى الاهتمام بالمخترعين، والسعي إليهم، وتشجيعهم، حتى لا تمتد إليهم
الأيادي الغربية، لتأخذهم، يقول: (من القضايا المهمّة أن ترصد أجهزتنا الحكومية
الاختراعات وبراءاتها، وتتوجّه هي نحو أصحاب الاختراعات والنخب الفكرية وتطالبهم
بالتعاون والمساعدة كي يستطيعوا أن يساهموا في تأسيس شركات البحث العلمي وفي أقسام
معينة منها. لا تقعد أجهزتنا حتى يأتيها المخترعون ويراجعوها وتقع الأعمال في
التلافيف والتعقيدات الإدارية والبيروقراطية وغيرها من المشكلات .. هذه الأمور
تضعف بلا شكّ المحفّزات والاستعدادات)[2]
ويقول:
(حسب التقارير التي لديَّ فإنّ الأجانب يرصدون المواهب الموجودة في بلادنا، وما
ينفعهم منها يأتون ويستثمرونه ويأخذونه. المواهب والطاقات الإنسانية أثمن ما
يمتلكه البلد. يجب أن لا نسمح ولا ندع هذا يحصل. والشكل المنطقيّ لعدم السماح هو
أن نوفّر الفرص والأرضية، ونشجّع ونأخذ بالأيدي، وندفعهم نحو العمل، ونأخذهم إلى
الميدان ليعملوا ويكونوا متفائلين متشوّقين، وعندها سيتوفّر ذلك الينبوع المتدفّق
الذي لا