ثم
طلب من الفقهاء بعده أن يتولوا البحث المفصل في كيفية تطبيق هذه الولاية وتنظيمها،
فقال: (لقد قمنا بطرح أصل الموضوع، وعلى هذا الجيل والاجيال القادمة أن تبحث وتفكر
في ذيوله وتشعباته، وأن تجد السبيل إلى تحقيقه، ليطردوا عن أنفسهم التراخي والضعف
واليأس، وسوف يتوصلون إن شاء الله إلى كيفية التشكيل، وسائر الفروع من خلال
التشاور وتبادل وجهات النظر، ويضعون مسؤوليات الحكومة الإسلامية بيد خبراء أمناء
عقلاء من أهل الإيمان والعقيدة، ويقطعون أيدي الخونة عن الحكومة والوطن وبيت مال
المسلمين ليتيقنوا أن الله القدير معهم) [1]
وقد
ذكر فهمي هويدي أمثلة أخرى لم يذكرها الخميني؛ فقال: (يذهب بعض الباحثين في لبنان
إلى أن فكرة ولاية الفقيه أطلقها أحد المجتهدين الكبار بين علماء الشيعة، هو الشيخ
محمد بن مكي الجزيني الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي. وهو من قرية جزين في
جبل عامل. وقد ألف كتابا كان عنوانه [اللمعة الدمشقية]، وفيه ذكر لأول مرة عبارة
نائب الإمام، التي ذاع أمرها فيما بعد واعتبرت أساسا لقيام الفقيه أو المرجع
بالدور الذي يتعين أن يقوم به الإمام الغائب في القيام بأمر الأتباع. وقيل في هذا
الصدد: (إن التشيع أفلح على يد محمد بن مكي الجزيني في ملء فراغ السلطة، الذي
استمر فترة تزيد على أربعة قرون، أي منذ الانتهاء العملي لفترة الإمامة)، أي منذ اختفاء
آخر أئمة آل البيت)[2]
ومن
الأمثلة التي ذكرها: (الشيخ أحمد النراقي الذي ينسب إلى قرية نراق بمحافظة كاشان
في إيران (توفي سنة 1820م). وقد خصص الشيخ النراقي فصلا في كتاب أصدره بعنوان
[عوائد الإمام]، كان عنوانه [ولاية الفقيه]، وسواء كان الرجل قد استقى العنوان من
فكرة نائب الإمام التي صكها الشيخ الجزيني أم لا، فالثابت في الأدبيات الإيرانية
أن الشيخ