نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
عندما رد إلى
أرذل العمر انكشف المستور، وظهر لنا شخصه الباطن المختفي وراء تلك الكلمات
المعسولة، والخطب الرنانة، والحكمة الرشيدة.. حينها راح يغير على كل ما قام به في
حياته من محاسن ليحوله {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى
إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا } [النور: 39]
كان في مراحل حياته السابقة،
يدعو مع صديقه الشيخ محمد الغزالي إلى وحدة الأمة، والتقارب بين المذاهب
الإسلامية، ويحذر من كل تلك الخطابات الطائفية التي يقوم بها علماء السعودية
وغيرهم من ذوي التوجهات السلفية، بل إنه ذهب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية،
وأشاد بها، ووقف ضد أعداء حزب الله حينما رفضوا الدعاء له.
لكنه.. وبعد أن رُد إلى أرذل
العمر راح يغير على ذلك كله؛ فراح يصف العلماء الطائفيين بالحكماء، وراح يتهم نفسه
ـ لأجل إرضائهم ـ بكونه كان مخطئا، وأقل بصيرة.. لكنهم ما إن أبدوا له طلاقة
وجوههم في الصباح، حتى عبسوا في وجهه في المساء، وحولوه إلى ورقة محروقة، ورموه
ورموا اتحاده بالإرهاب.
وهكذا، وقف مع سورية قبل الفتنة،
وأشاد برئيسها، وأخبره أنهم سيتآمرون عليه.. ولم يكن يدري أنه سيكون أكبر أولئك
المتآمرين.
وهكذا، كان يدعو إلى الحكمة، وانتهاج
المناهج السلمية في التغيير والدعوة، لكنه تحول بعد ذلك إلى إرهابي، يحرض على
الإرهاب، ويجمع المال والسلاح ليسلمه لشذاذ الآفاق الذين تحولوا فيما بعد إلى داعش
والنصرة وغيرها.
وهكذا، كان يثني على صديقه الشيخ
محمد سعيد رمضان البوطي، وروحانيته، وقد سمعت ذلك بأذني.. لكنه راح يفتي بقتله،
وقتل كل العلماء الذين يقفون مع النظام، وفي وقت تأبينه بدل أن يطرح أحقاده، ويقول
كلمة طيبة عنه، راح يتهمه بالعمالة والخيانة، ناسيا أنه يصبح في بيوت الأمراء،
ويمسي في بيوت الملوك.
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159