ولمّا وقع مسلم بن عوسجة صريعاً
وكان به رمق، مشى إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر، فقال له الحسين : (رحمك الله يا
مسلم)، ثم تلا الآية الكريمة[2]
ولما انتهى إلى قصر مقاتل[3]
رأى فسطاطاً مضروباً لعبيدالله بن الحرّ الجعفي، فدعاه الى نصرته لكنّه امتنع،
فقال الإمام الحسين : ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا
﴾ [الكهف: 51]
وعندما طلب منه قيس بن الأشعث
أن ينزل على حكم يزيد، قال له الحسين: (عباد الله ﴿ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي
وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾
[غافر: 27]
وعندما رأى ابنه علي الأكبر
يقاتل، قرأ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ
وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ
وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 33، 34]
وعندما اقترب الجيش من معسكره،
دعا براحلته فركبها، ونادى بأعلى صوته: (أيّها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى
أعظكم بما يحقّ لكم عليّ وحتّى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد،
وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم ﴿ فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ
اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾ [يونس: 71]، ثمّ قرأ قوله تعالى:
﴿إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى
الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196])[4]
[1] تاريخ الطبري 3: 308، الكامل في
التاريخ 2: 553، البداية والنهاية 8: 188.