نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
وهكذا تعلم أصحابه منه الرجوع
الدائم للقرآن الكريم، وكيف لا يفعلون ذلك، وهم في صحبة القرآن الناطق، ومن
الأمثلة على ذلك أنّ حنظلة بن أسعد الشبامي قام بين يدي الإمام الحسين ، ونادى
بأعلى صوته: يا قوم ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ
(30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ
وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ
عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ
الله مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) ﴾
[غافر: 30 ـ 33]، يا قوم لا تقتلوا حسيناً ﴿فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ
وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾ [طه: 61]، فقال الحسين: (يا ابن أسعد رحمك
الله، إنّهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ)[1]
وما دعا إليه الإمام الحسين من
العودة للقرآن الكريم، واعتباره المركز والمرجع والثقل الأكبر هو الذي دعا إليه
جميع أئمة أهل البيت ، وذلك في مواجهة تلك التحريفات التي حصلت في الكثير من
المدارس الإسلامية؛ فجعلتهم يقدمون الأخبار والروايات، بل حتى القياس على ما صرح
به القرآن الكريم.
ولهذا نجد اتفاق أئمة أهل البيت
على ضرورة عرض الروايات الواردة عنهم على القرآن الكريم، ذلك أنه يستحيل أن يروى
عنهم ما هو خلاف القرآن الكريم، بل إنهم يروون ذلك عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقد رووا عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه خطب الناس بمنى، فقال: (أيّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق
كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم عنّي يخالف كتاب الله فلم أقله)[2]
وقال الإمام الصادق في أحاديث
متعددة: (ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو
[1] اُنظر : تاريخ الطبري ٦ :
٢٤٠، اللهوف في قتلى الطفوف، ابن طاووس، علي بن موسى، قم، إيران،
أنوار الهدى، ط 1، 1417 هـ، ص ٦٥.