ومنها دعاؤه للفتيين
الجابريين؛ فقد روي أنّ سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن
عبد بن سريع، وهما ابنا عمّ وأخوان لأمّ، أتيا حسينا وهما يبكيان، فقال لهما: مايبكيكما؟
إنّي لأرجوا أن تكونا عن ساعة قريري عين، فقالا: والله ما على أنفسنا نيكي، ولكن
نبكي عليك، نراك قدأُ حيط بك ولانقدر أن نمنعك! فقال: (جزاكما الله جزاء المتقين)[2]
ومنها دعاؤه لحنظلة بن
أسعد الشبامي، فقد رُوي أنّ ابن أسعد جاء، فوقف بين يدي
الحسين وجعل ينادي: ﴿ يَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ
الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ
بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَاقَوْمِ إِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا
لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ
هَادٍ﴾ [غافر: 30 - 33]، يا قوم لا تقتلوا الحسين ﴿ فَيُسْحِتَكُمْ
بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾ [طه: 61]، فقال له الحسين : (يا ابن
أسعد، رحمك الله، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا ما دعوتهم إليه من الحق)[3]
ومنها دعاؤه للضّحاك بن
عبدالله المشرقي حينما بدأ المشرقي القتال راجلاً مع
الأعداء وقتل بين يدي الحسين رجلين وقطع يدآخر، قال له الحسين يومئذ مرارا:
(لاتشلل، لا يقطع الله يدك،جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيّك (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[4]
ومنها دعاؤه لجون مولى
أبي ذرالغفاري، فقد روي أنه لمّا تقدّم جون وكان عبدا
أسود، واطّلع على ما جري بينه وبين مولاه، برز إلى القتال مرتجزا، ثمّ قاتل حتّى
قتل، فوقف عليه
[1] بحارالأنوار، ج 54، ص 29، تاريخ
الأمم والملوك، ج 6، ص 371.