نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
الحسين وقال: (اللهمّ بيّض
وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وآل محمد )[1]
ومنها دعاؤه لأبي
الشعثاء الكندي، فقد روي أن أباالشعثاء الكندي جثا على ركبتيه
بين يدي الحسين ، فرمي بمائة سهم ما سقط منها إلّا خمسة أسهم، وكان راميا، وكلّما
رمي يقول له الحسين : (اللهمّ سدّد درميته واجعل ثوابه الجنّة)[2]
ومنها دعاؤه لعروة
الغفاري، فقد روي أنه لمّا برز عروة الغفاري وكان شيخا
كبيرا شهد بدرا وحنين وصفين، قال له الحسين : (شكر الله لك أفعالك ياشيخ)[3]
وغيرها من الأدعية الرسالية
الكثيرة التي حفظت لنا أحداث عاشوراء، وربطتها بالله، وبفضله العظيم، وبكل القيم
الإنسانية النبيلة.
ثانيا ـ الإمام الحسين والقيم المرتبطة بالسلوك
الباطني:
من خلال ما سبق ذكره من اهتمام
الإمام الحسين بالشعائر التعبدية، وتعظيمه الله فيها، وأدائها بذلك الشوق
والتعظيم، نستدل على ما في باطنه وروحه وقلبه من معان سامية؛ لأن الظاهر مرآة
الباطن، وكل إناء بما فيه يرشح، وقد وصف الله تعالى المعظمين لشعائر الله بأن ذلك
من علامات تقوى قلوبهم، فقال: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله
فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]
ومن خلال مطالعة سيرته ومواقفه
وأدعيته وغيرها نكتشف الكثير من المعاني الروحية السامية التي تمثل ـ في واقع
الحياة الإنسانية ـ كل ما ذكره القرآن الكريم عن عباد الرحمن والمخبتين والمتبتلين
والأبرار والمقربين، وكل الأوصاف التي أشاد الله فيها
[1] بحارالأنوار، ج 54،ص 54؛ أعيان
الشيعة، ج 1، ص 056..
[2] تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص
437؛ الكامل في التاريخ، ج 4، ص 73.