responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158

بالمؤمنين.

وهو بذلك يستحق ذلك اللقب العظيم الذي وصفه به رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وهو وصف السيادة، والإمامة، لأنه يمثل الشخصية الإسلامية المتكاملة والمتوازنة في جميع جوانبها، ذلك أن بعض من اهتم بالجوانب الروحية الباطنية قصر في الكثير من شعائر الدين الظاهرية، وبعض من اهتم بالشعائر الظاهرية قصر في السلوك الباطني، أو قصر في واجباته الرسالية، وقد كان الإمام الحسين هو النموذج الأمثل الذي اجتمعت له كل تلك الكمالات التي تفرقت في غيره.

وسنحاول هنا ـ باختصار ـ أن نذكر أمهات القيم المرتبطة بالسلوك الباطني، ومدى تحققها في الإمام الحسين ، ومدى أهميتها في تشكيل شخصية المسلم على حسب دين الله الأصيل، لا الدين الذي اجتهد أعداء أهل البيت في نشره، واستبدال دين الله به.

1 ـ الإخلاص والتسليم:

وهي أول الصفات التي يهتم بها عادة علماء السلوك والعرفان والتصوف، ويذكرون أنها الصفة التي تجعل صاحبها متجردا لله متوجها إليه، لا يطلب منه غيره؛ فالله هو مقصوده الأعلى، وغايته الأسمى، فلا يعبد الله إلا لله.

وقد اعتبر القرآن الكريم هذه الصفة من صفات الرسل والأئمة وعباد الله المخلصين، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي الله وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ [البقرة: 139]، وقال: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الزمر: 11، 12]، وقال: ﴿مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 130، 131]

وقد أشار الإمام الحسين إلى هذا المعنى، كما أشار إليه سائر الأئمة ؛ فقال ـ عند حديثه

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست